ولم يتكلموا في الأركان الباقية؛ لأن الإسلام كله، بأركانه وفروعه يتحقق تبعًا لهذه الأركان الثلاثة.
إن هؤلاء الرجال هم نماذج الدعاة في العالم كله، وقد تمكنوا من نشر الإسلام في الناس، لحسن خلقهم، وسعة معارفهم، وبلاغه خطابهم، وجمال عرض قضيتهم.
ونلاحظ من حركة الدعاة في العالم، وحملهم لرسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدى تفاعل المجتمع كله بالإسلام، وطاعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوحيده في إطار تعالم الدين، وتحقيق المصالح الحقيقية للناس أجمعين.
لم يحدث أن حكى التاريخ معارضة صحابي لأمر كلفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان في التكليف فناء دنياه.
ولم ينقل أحد من العلماء أن صحابيًا جبن حين ذهابه وحيدًا يبلغ الإسلام في الأماكن البعيدة لقوم غير مسلمين.
ولم تكن حركة الدعاة بعيدة عن عقول وقلوب المسلمين في المدينة, بل كان المجتمع كله يتابع أخبار الدعاة، ويعايش مسارهم، ويدعو لهم، مع كل الاستعداد للبذل والفداء من أجلهم، ومن أجل الله تعالى.
وهذا ما نتمناه لأمة الإسلام التي يجب أن تسترشد في حياتها بعصر القدوة، عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.