ومن يجرح منهم يأخذوه إلى الرجيع، واستمر المسلمون على ذلك سبعة أيام، جرح منهم عدد كثير، حيث جرح منهم خمسون رجلا في أول يوم، وقد جرح محمد بن مسلمة بعدما أدلى عليه "مرحب" اليهودي رحى هشمت بيضته وجرح حليفة، فعالجه النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه إلى الرجيع، فمات بها بعد ثلاثة أيام.
واشتد الأمر على المسلمين فساق الله إليهم يهودي، وأخذ ينادي: أنا آمن وأبلغكم؟
فقالوا: نعم.
فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدله على عورة اليهود فغدوا عليهم، فظفرهم الله بهم.
وبعد سقوط تحصينات النطاة وجد المسلمون أنفسهم أمام حصن الناعم، وهو الحصن الرئيسي في النطاة وصاحبه هو "مرحب اليهودي" الذي كان يعد بألف فارس.
دعا علي بن أبي طالب أهل الحصن إلى الإسلام فأبوا، فخرج "مرحب" وطلب المبارزة فبارزه أولًا عامر بن الأكوع فاستشهد عامر رضي الله عنه فدعا مرحب إلى المبارزة مرة أخرى فخرج له علي بن أبي طالب وقتله.
ولما دنا علي رضي الله عنه من حصونهم اطلع يهودي من رأس الحصن، وقال: من أنت؟
فقال: أنا علي بن أبي طالب.
فقال اليهودي: علوتم وما أنزل على موسى.
ثم خرج ياسر أخو مرحب وهو يقول: من يبارز؟
فبرز إليه الزبير، فقالت صفية أمه: يا رسول الله، يقتل ابني؟
قال صلى الله عليه وسلم:"بل ابنك يقتله". فقتله الزبير.
ودار القتال المرير حول حصن ناعم طوال الأيام السبعة، قتل فيه عدة سراة من اليهود، انهارت بعده مقاومة اليهود، وعجزوا عن صد هجوم المسلمين، فتسللوا من هذا الحصن إلى حصن الصعب، واقتحم المسلمون حصن ناعم، واستولوا على عدد من الحصون التابعة له.
وكان حصن الصعب الحصن الثاني من حيث القوة والمناعة بعد حصن ناعم،