إن الإنسان المعاصر وهو يتصور حصون خيبر، واستعداداتها يتصور ما تفعله إسرائيل اليوم من جدار عازل، وقنوات مائية عميقة تجحظ جيرانها عنها لتعيش آمنة فيما اغتصبت من أرض، وتتمتع بما سرقته من أوطان.
يتصور الإنسان ذلك ويتساءل أين أصحاب محمد للتخلص من هذا العدوان الظالم؟ وأين هي القوة التي تستطيع المحافظة على الحقوق، وإلزام كل إنسان بما وجب عليه؟ ويفهم الإنسان المعاصر وهو يرى الظلم والظلمات الحكمة في أهمية القوة الإسلامية وضرورتها لحماية الحقوق، وصيانة الكرامة، ومنع الظلم والعدوان.
وفي هذه المرحلة التاريخية أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من المسلمين عمرة القضاء في إطار ما عاهد عليه قريش، فالتزم ووفى وزار البيت واعتمر، وأظهر للدنيا كلها طبيعة الإسلام في سلامه وعطائه.
وكما واجه الرسول صلى الله عليه وسلم يهود خيبر أرسل جيش مؤتة إلى أطراف بلاد الروم ليكون رسالة تحذيرية للرومان وأتباعهم ليدركوا أن ما أصاب اليهود قد يصيبهم إذا ألفوا العدوان والظلم, ولقد أدى جيش مؤتة مهمته وعاد إلى المدينة المنورة، وقد اشترك المسلمون في عديد من السرايا ليتعودوا على الحرب، ويعلموا دورهم في حماية الإسلام والدعوة لدين الله تعالى, وكان القرآن معهم يوجههم، ويربيهم بمنهج الله تعالى.