سلع فصاح: قد تاب الله على كعب بن مالك! يبشره، فأتاه حمزة بن عمرو فبشره فنزع ثوبيه وكساهما إياه ولا يملك غيرهما، واستعار ثوبين من أبي قتادة فلبسهما، ثم انطلق إلى رسول الله والناس يهنئونه، وخرج أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل إلى هلال يبشره، فلما أخبره سجد ولقيه الناس يهنئونه، فما استطاع المشي، لما ناله من الضعف والحزن والبكاء حتى ركب حمارًا، وبشر مرارة بن ربيع سلكان بن سلامة بن وقش، فأقبل حتى توافوا عند النبي صلى الله عليه وسلم.
فقام طلحة بن عبيد الله يتلقى كعب بن مالك، فلما سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم ووجهه يبرق من السرور:"أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك".
فقال: أمن عندك يا رسول الله أو من عند الله؟
قال:"من عند الله".
فقال كعب: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة.