للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما بين الركن اليماني والأسود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ١.

ولم يستلم من الأركان إلا اليماني والأسود ومشى أربعة أشواط على مهل.

ثم انتهى خلف المقام فصلى ركعتين يقرأ فيهما {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ٢ و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ٣ ثم عاد إلى الركن فاستلمه.

وقال لعمر رضي الله عنه: "إنك رجل قوي، إن وجدت الركن خاليًا فاستلمه، وإلا فلا تزاحم عليه فتؤذي".

وقال لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "كيف صنعت بالركن يا أبا محمد "؟

فقال: استلمت وتركت.

قال: "أصبت".

ثم خرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وقال: "أبدأ بما بدأ الله به". وسعى على راحلته فصعد على الصفا فكبر سبع تكبيرات، وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". ثم دعا بين ذلك، ونزل إلى المروة، فلما انصبت قدماه في الوادي رمل وقال في المشي: "أيها الناس! إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا، وسعى حتى انكشف إزاره عن فخذه". وقال في الوادي: "رب اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم". فلما انتهى إلى المروة فعل عليها مثل ما فعل على الصفا، فبدأ بالصفا وختم بالمروة.

وأقام بمكة يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس، وكان يوم التروية يوم الجمعة، فخطب قبل التروية بيوم بعد الظهر بمكة، وقام يوم التروية بين الركن والمقام، فوعظ الناس وقال: "من استطاع أن يصلي الظهر بمنى فليفعل". فصلى في حجته هذه صلاة أربعة أيام, وهو مقيم بمكة حتى خرج إلى منى.


١ سورة البقرة: ٢٠١.
٢ سورة الكافرون: ١.
٣ سورة الإخلاص: ١.

<<  <   >  >>