كلم أبو بريدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم صدقه وأمانته وأسلم لوقته، وتبعه سبعون رجلا من قومه، ثم خلع أبو بريدة عمامته، وعقدها برمح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة له، وبذلك يعد أبو بريدة والمؤمنون معه من أوائل الأنصار الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.
وبإيمان هؤلاء القوم صار للمسلمين قوة في الطريق١, وبدأ المسلمون في تكوين المجتمع القوي المتماسك.
٤- تأمين الزاد:
ومر صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الطريق على راع فاستسقياه اللبن، فاعتذر بأنه لا لبن في شائه، إلا شاة جف لبنها قريبًا، وهنا ظهرت معجزته صلى الله عليه وسلم فلقد مسح ضرعها ودعا فرزقهم الله الكثير من اللبن، وكانت هذه آية كافية لتحويل قلب الراعي من الكفر إلى الإيمان، وتوسم فيه صلى الله عليه وسلم الكثير من الخير، فأخبره بأنه رسول الله، وطلب الراعي أن يسير معه فطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يتمهل حتى يسمع بظهور أمره صلى الله عليه وسلم وحينذاك يلحق بالمدينة، ويهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مستخفين مرا بعبد يرعى غنمًا، فاستسقياه من اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب غير أن هاهنا عناقا حملت أول الشتاء، وقد أخدجت وما بقي لها لبن.
فقال صلى الله عليه وسلم:"ادع بها". فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت.
وجاء أبو بكر رضي الله عنه بمجن, فسقى أبا بكر، ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب.
فقال الراعي: بالله من أنت، فوالله ما رأيت مثلك قط.
قال صلى الله عليه وسلم:"أوتراك تكتم عليّ حتى أخبرك"؟.