إن هذا الواقع يعطي لصاحب الحق أن ينشر ما يتمتع به من الحق والخير للآخرين. وحين يكون القوي صاحب رسالة سامية يريد إفادة الناس بها متجردًا من أي غاية ذاتية، وبعيدًا عن أي مصلحة شخصية. حين يكون الأمر كذلك يرحب به الجميع.
إن الأمة الإسلامية ضرورة لنجاح الدعوة، وقاعدة لا بد منها لمساندة الحركة بالإسلام، وإيصاله إلى كل إنسان في الوجود.
وحين نؤمن بهذه الضرورة لا بد أن يتعاون الأفراد ويعمل الجميع لإيجاد هذه الأمة بالخصائص التي لا بد أن تنشط هذه الأمة في الأخذ بأسباب القوة المادية التي لا بد منها في عالم لا يعترف إلا بحقوق الأقوياء، ولا يهاب إلا القادرين.
إن القيم النبيلة تتحول في لسان الضعفاء إلى مظاهرة صوتية تحتج وتصيح بلا مجيب وتستغيث بلا مغيث, وربما عدها الأقوياء جماعة من المجانين.
وأول قوة الأمة يبدأ بتقوية الأفراد والجماعات الصغيرة، وهؤلاء مسئولون عن أنفسهم، فليقوي الفرد نفسه بالطاعة، والصدق، والعمل، والتجرد من الهوى, والتوجه في كل نشاطه لله، وعلى الأفراد أن لا يعبئوا بالمعوقات الطارئة، ولا ينتظروا أجرًا من مخلوق لأنهم يعملون لله، وينتظرون الأجر منه سبحانه وتعالى, وما عنده سبحانه لا يضيع أبدًا, وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.