إن الجميع يعلم أن الدعوة إلى الله تعالى يجب أن تكون بالحكمة الدقيقة، والإحسان الخلقي في الموعظة والجدل.
وبمعرفة الواقع بكل جوانبه يتمكن الدعاة من استعمال الحكمة لمن تناسبه، ويأتون بالموعظة عند أهلها، ويكون الجدل لمن لا يفيده إلا الحوار، والنقاش، ويتوجهون بالدعوة في وقت مناسب وظروف مفيدة ولغة يفهمها من توجه لهم الدعوة.
وبذلك تتلاءم دعوتهم مع المدعوين.
إن علم الداعية بالواقع الاجتماعي يمكنه من مخاطبة محدثه بقول لائق مقبول، حدث أن المقوقس حين استلم الرسالة من حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قال له: ما يمنع محمدًا إن كان نبيًا أن يدعو على من خالفه، وأخرجه من بلده؟
فرد عليه حاطب على الفور: وما منع عيسى وقد أخذه قومه ليقتلوه أن يدعو الله عليهم ليهلكهم؟
فقال المقوقس: أحسنت، حكيم جاء من عند حكيم.
فنجد حاطبًا يقنع المقوقس لأنه ارتبط في حديثه بالواقع الذي يعرفه، والحقيقة التي يعيشها المقوقس، واللغة التي يفهمها.
إن العالم اليوم مليء بالدعوات العقائدية المختلفة، والكل يحاول معارضة الإسلام ببث الشبه، ونشر الدعايات المضللة الظالمة.
وأغلب الشبه دونها المستشرقون، وكتبها المبشرون، وتحدث عنها العلمانيون ويثيرها اليوم المتنورون والإحاطة بها أمر ميسور.
ومن الممكن تناول هذه الشبه بالتحليل والرد عليها بطريقة علمية هادئة لتفنيدها وإثبات الحق في كل مسألة منها بمختلف وسائل الدعوة والتوجيه مثل المؤلفات العلمية والمحاضرات والنشرات، والدروس، والخطب، والحوار, وهكذا.
ويمكن الاستفادة بمؤلفات العلماء وأبحاث الدارسين الإسلاميين، وتوجيههم نحو