والشريعة تعني الامتثال المطلق لتعاليم الله تعالى، المنظمة لكل حركة في الوجود وقصر نية التوجه في الفكر والقول والعمل لله تعالى.
والخلق هو مجموعة القيم التي تزين الإنسان ظاهرا وباطًنا، وتملأ الوجود بالخير والجمال.
إن الإسلام بهذا المعنى كاف للناس ظاهرًا وباطنًا، وفكرًا وعملا، نشاطًا وخلقًا.
إن الإقرار بالتوحيد لا بد معه من الاعتقاد بأن الله وحده هو خالق هذا الكون وهو المتصرف فيه، وهو الذي يتقدم إليه العباد بالشعائر التعبدية، ويتقربون إليه سبحانه بنشاط الحياة كله.
إن الله هو الذي أنزل لعباده الشرائع، وهم يخضعون لحكمه في شأن حياتهم كلها.
وأيما فرد شهد أن لا إله إلا الله وفرط في لوازمها وتبعاتها ففي شهادته خلل كائنًا ما كان اسمه ولقبه ونسبه.
وفي الأرض اليوم أقوام من الناس أسماؤهم أسماء المسلمين، وهم من سلالات المسلمين، وديارهم يسكنها المسلمون ولكنهم لا يدينون لله على الوجه الصحيح ويعيشون الإسلام ثقافة ومظهرًا، ويتركونه حقيقة وعملا، وهذا أشق ما تواجهه حركة الدعوة مع هؤلاء الناس، لأنهم يعدون معها وهم في الحقيقة عبء عليها.
أشق ما تعانيه الدعوة هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله، ولوازم الإسلام في جانب، وبمدلول الشرك وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر.
أشق ما تعانيه هذه الدعوة هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين، وطريق العصاة المجرمين، واختلاط الشارات والعناوين، والتباس الأسماء والصفات، والتيه الذي لا تحدد فيه مفارق الطريق.
ويعرف أعداء الدعوة هذه الثغرة، فيعكفون عليها توسيعًا وتمييعًا وتلبيسًا وتخليطًا حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة، ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم، لا إلى قول الله ولا إلى قول رسول الله.
يجب أن يهتم الدعاة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين.
ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة