وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف، ما داموا مع الحق بأدلته وبراهينه، ومع الصدق بوضوحه وأعماله، ومع الله بقرآنه وسنته.
ولهذا ...
يبقى الإسلام نظامًا فريدًا في إصلاح الحياة والأحياء، وأي تغيير فيه يفسده بمقدار ما داخله من تغيير.
إن أي تغيير يجربه الإنسان في أمر ما يكون مفيدًا حين يكون في أمر ثبت فساده أو ظهر قصوره، أو بان تخلفه, والإسلام بعيد عن كل ذلك ولهذا كان أي تغيير فيه عبث لا يجوز.
وأعداء الإسلام من الجن والإنس ينشطون لإيجاد التغيير الضار الذي يفسد الإنسان ويبعده عن دين الله بحيل شتى، وطرق عديدة.
يعمل أعداء الإسلام على إشغال باطن الإنسان وفكره بأمور تافهة لا تفيد شيئًا كالحرص المادي، وتزيين الشهوات، والاهتمام بما لا فائدة فيه من فوازير ومسابقات وأعياد، ولقاءات.
ويزينون أمام المسلمين ما يلهيهم عن طاعة الله كزخرفة الشهوات، وتيسير الفحش، ونشر ألوان الهوى، وإشعال الغرائز، مع التوقف عن إيجاد حلولها الشرعية. وينشر الأعداء الخلق السيئ، ويبرزون القيم النبيلة في أثواب بالية لصرف الجادين عنها.
ويصل الأمر بالمسلمين إلى جلب الحلول لمشاكل حياتهم من عند غير المسلمين والرضا بغير ما أنزل الله.
وبذلك يبتعد المسلم عن دينه شيئًا فشيئًا، وتصعب عودته إلى الله تعالى وهذا الأمر يحتاج للتصدي له توقيًا منه، وعلاجًا لخطورته.
ولا يصح التصدي إلا بالبراءة التامة من كل ما يتعارض مع الإسلام، وتفصيل الإسلام تفصيلا يؤدي إلى تميز الخبيث من الطيب، وليظهر الصالح، ويعرف الفاسد ولتستبين سبيل المجرمين.
إن أخطر ما وقع فيه المسلمون المعاصرون هو اشتراك الإسلام وغيره في حياتهم حتى تم تشويه كل ثوابتهم, فهو ينادون بالعفة ويتمسكون بالاختلاط، يدعون إلى