للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)) ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ)) (١).

دلّ هذا الحديث على حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على علوّ الهمة، ومن ذلك حرصهم على معرفة أفضل الدعاء.

ومن الأدلة السنيّة التي تدلّ على أهمية هذين المطلبين: (العفو،

والعافية) أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يلازم سؤالهما ربه - عز وجل - في صباحه ومسائه.

فعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنه قال: ((لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي)) (٢).


(١) أحمد، ١٩/ ٣٠٤، برقم ١٢٢٩١، واللفظ له، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم ٣٥١٢، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، برقم ٣٨٤٨، والأدب المفرد للبخاري، ص ٢٢٢، ومسند البزار، ٢/ ٢٧٤، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص ٢٤٣، برقم ٤٩٦، وحسنه الأرناؤوط لغيره في تعليقه على المسند، ١٩/ ٣٠٤.
(٢) أبو داود، واللفظ له، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم ٥٠٧٦، ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، برقم ٣٨٧١، أحمد، ٣/ ٤٠٨، برقم ٤٧٨٥، صحيح ابن حبان، ٣/ ٢٤١، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص ٤٨٨، برقم ٥٠٨، وصحيح ابن ماجه، برقم ٣١٢١.

<<  <   >  >>