للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجاء؛ فإنه تعليق القلب بمحبوب يحصل حالاً)) (١)، فيجمع ما تتوق نفسه إلى المحبوب بالجد والعمل، مع حسن الظن بربه تعالى.

وختاماً أذكر لك رعاك اللَّه ما جاء في فضل الفردوس من الكتاب والسنة من أوصاف عظيمة، عسى أن تكون لك حافزاً في العمل، والهمّة، والسؤال لربك بالرغبة، والإلحاح، والضراعة.

((الفردوس: ربوة الجنة، وأوسط الجنة، وأعلى الجنة، وأفضلها، وأحسنها، فإنه سر الجنة (٢)، وأعلاها (الجنة) درجة، وأن العرش على الفردوس، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة

الأربعة)) (٣)، وإن من دخلها لا يبغي عنها تحولاً، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} (٤).

((أي: خالدين في جنات الفردوس، لا يبغون عنها حولاً، أي تحولاً إلى منزل آخر؛ لأنها لا يوجد منزل أحسن منها، يرغب فيها إلى التحول إليه عنها، بل هم خالدون فيها دائماً من غير تحول، ولا انتقال ... )) (٥).


(١) المصدر السابق.
(٢) السر بالكسر السين وشدة الراء، المراد أفضل موضع فيها، والسر جوف كل شيء ولبه وخالصه (النهاية).
(٣) انظر هذه الروايات الصحيحة في/ البخاري، برقم ٢٧٩٠، و٧٤٢٣، وصحيح الترمذي، برقم ٢٥٣١، و٣١٧٤، وصحيح ابن ماجه،٤٣٣١، وصحيح النسائي، برقم٢٥٣٠، وصحيح الجامع، برقم ٥٩٢، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم٩٢٢، و١٨١١، و٢٠٠٣.
(٤) سورة الكهف، الآيتان/ ١٠٧ - ١٠٨.
(٥) أضواء البيان للشنقيطي، ٤/ ١٥٠.

<<  <   >  >>