للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرف من يغسله ومن يحمله ومن يدليه في قبره لاتصال الروح بالجسد حينئذ، وقد اختلف العلماء في مقر الأرواح ما بين الموت والحياة (وللحافظ ابن القيم) في هذا الباب كتاب أسماه الروح، أودعه نفائس لا تكاد توجد في غيره، لخصت منه ما يختص بمصير الروح بعد الموت (قال رحمه الله) قيل أن أرواح المؤمنين عند الله في الجنة شهداء أو غير شهداء إذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة، وهو (مذهب أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما) وقريب منهم قول (الأمام أحمد) في رواية ابنه عبد الله "أرواح الكفار في النار، وأرواح المؤمنين في الجنة" لقوله تعالى "فأما ان كان من المفربين فروح وريحان وجنة نعيم" ذكره من بعد خروجها من البدن وقسمها ثلاثة أقسام، مقربين في الجنة وأصحاب اليمين سالمين من العذاب، ومكذبين لهم نزل من حميم وتصلية جحيم كما قسمها يوم البعث الأكبر يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام في أول السورة في قوله "فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون" وانما قد هذا تقديم الغاية اذ هي أهم وأولى بالذكر وقوله "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" وقد قال غير واحد من الصحابة والتابعين ان هذا يقال لها عند الموت وعند البعث (ولما في الموطأ والنسائي) عن ابن شهاب عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا "انما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يبعثه الله إلى جسده" (وقال عبد الله بن منده) وروى موسى بن عبيدة عن عبيد الله بن يزيد عن أم كبشة بنت المعرور، قالت دخل علينا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قسألناه عن هذا الروح فوصفها صفة لكنه أبكى أهل الميت، فقال إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ترعى في الجنة وتأكل من ثمارها وتشرب من مياهها؛ وتأوى إلى قناديل من ذهب تحت العرش يقولون ربنا ألحق بنا أخواننا وآتنا ما وعدتنا (وإن أرواح الكفار) في حواصل طير سود تأكل من النار وتشرب من النار وتأوى إلى حجر في النار؛ يقولون ربنا لا تلحق بنا إخواننا ولا تؤتنا ما وعدتنا (وقال الطبراني) حدثنا أبو زرعة الدمشقي أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب قال "سئل النَّبيَّ صل الله عليه وسلَّم عن أرواح المؤمنين، فقال في طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، قالوا يا رسول الله أرواح الكفار؟ قال محبوسة في سجين" ورواه أبو الشيخ عن هشام بن يونس عن عبد الله بن صالح، ورواه المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب (وذكر أبو عبد الله بن منده) من طريق عنجار عن الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم "أرواح المؤمنين في طير كالزرازير تأكل من ثمر الجنة" ورواه غيره مرقوفا (وذكر يزيد الرقاشي) عن أنس وأبو عبد الله الشامي عن تميم الداري عن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم

<<  <  ج: ص:  >  >>