للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسكت عنه وقال المنذرى قال أبو القاسم البغوى لا أعلم من روى هذا الحديث غير سعيد بن عثمان البلوى وهو غريب اهـ. وقد وثق سعيد المذكور ابن حبان إلا أنَّ فى اسناد هذا الحديث عروة بن سعيد الأنصارى ويقال عزرة عن أبيه وهو وأبوه مجهولان لكن يشهد له الحديث الأول من أحاديث الباب وأحاديث الاسراع بالجنازة وستأتى (الأحكام) فى أحاديث الباب دلالة على مشروعية التعجيل بالميت والأسراع فى تجهيزه بعد تحقق موته والتعجيل بدفنه بعد الصلاة عليه ففى ذلك تكريم له، والحكمة فى ذلك خوف تغيره لأنه إذا تغير استقذرته النفوس ونفرت منه الطباع فيحط ذلك من كرامته، ولأن ابقاءه بين أهله يؤلمهم ويحملهم على كثرة البكاء والعويل، وهذا مذموم شرعا، فالسنه أن يبادر بدفنه ولا يتنظر به حضور أحد إلا الولى فانه ينتظر ما لم يخش عليه التغير، فان خيف تغيره لم يتنظر؛ لأن مراعاة صيانة الميت وكرامته أهم من حضور الولى، ثم إنه إنما ينتظر الولى اذا كان بينه وبينه مسافة قريبة (وفى أحاديث الباب أيضا) الحث للورثة على قضاء دين الميت وإخبارهم بأن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه (قال الشوكانى) وهذا مقيد بمن له يقضى منه دينه؛ وأما من لا مال له ومات على القضاء فقد ورد فى الأحاديث ما يدل على أن الله تعالى يقضى عنه، بل ثبت أن مجرد محبة المديون عند موته للقضاء موجبة لتولى الله سبحانه وتعالى لقضاء دينه وإن كان له مال ولم يقض منه الورثة (أخرج الطبرانى) عن أبى أمامة مرفوعا "من دان بدين فى نفسه وفاؤه ومات تجاوز اللهن هنه وأرض غريمه بما شاء، ومن دان بدين وليس فى نفسه وفاؤه ومات اقتص الله لغريمه منه يوم القيامة" (وأخرج أيضا من حديث ابن عمر) "الدين دينان فمن مات وهو ينوى قضاءه فأنا وليّه، ومن مات ولا ينوى قضاءه فذلك الذى يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم" (وأخرج أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر) "يؤتى بصاحب الدين يوم القيامة فيقول الله عز وجل فيم أتلفت أموال الناس؟ فيقول يارب إنك تعلم أنه أتى علىّ إما حرق واما غرق، فيقول فانى سأقضى عنك اليوم فيقضى عنه (وأخرج أحمد وأبو نعيم فى الحلية والبزار والطبرانى) عن عبد الرحمن أيضا بلفظ "بدعى بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بيد يدى الله عز وجل فيقول يابن آدم فيم أخذت هذا الدين وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول يارب انك تعلم أنى أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم أضيع ولكنى أبى على يدى اما حرق وإما سرق وإما وضيعة، فيقول الله عز وجل صدق عبدى وأنا أحق من قضى عنك، فيدعوا الله بشئ فيضعه فى كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته" (وأخرج البخارى عن أبى هريرة) عن النبي صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>