للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلَّم حين توفى سجي (١) بثوب حبرة

(٦٦) وعنها أيضًا أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها فتيمَّم النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم (٢) وهو مسجَّى ببرد حبرة فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه فقبَّله وبكى (٣) ثم قال بأبي وأمَّي، والله لا يجمع الله عزَّ وجلَّ عليك موتتين أبدًا (٤) أما الموتة الَّتي قد كتبت عليك فقدمتها


أخبرنا شعيب عن الزهرى قال أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم أخبرته أن النبى صلى الله عليه وسلم حين توفى - الحديث (غريبه) (١) بضم السين بعدها جيم مشددة مكسورة أى غطّى "وقوله بنوب حبرة" هو بأضافة ثوب إلى حبرة - وهى بكسر الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة بعدها راء مهملة، ثوب فيه اعلام وهو نوع من برود اليمن (تخريجه) (ق. وغيرهما).
(٦٦) وعنها أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن اسحاق قال ابن عبد الله قال أنا يونس ومعمر عن الزهرى قال أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضى الله عنه زوج النبى صلى الله عليه وسلم أخبرته أن أبا بكر رضى الله عنه - الحديث (غريبه) (٢) أى قصده (٣) فعل ذلك أبو بكر رضى الله عنه اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم لما دخل على عثمان بن مظعون وهو ميت، فأكب عليه وقبّله ثم بكى حتى سالت دموعه على وجنيته وسيأتى حديثه بعد هذا "وقوله بأبى وأمى" متعلق بمحذوف تقديره فديتك بأبى وأمى (٤) قال الحافظ أشد ما فى هذا الحديث إشكالا قول أبو بكر لا يجمع الله عليك موتتين، قال وعنه أجوبة، فقيل هو على حقيقته وأشار بذلك الى الرد على من زعم انه سيحيا فبقطع أيدى رجال، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين كما جمعمها على غيره كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف، وكالذى مر على قرية وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها (وقيل) أراد لا يموت موتة أخرى فى القبر كثيرة، إذ يحيا ليسأل ثم يموت، وهذا جواب الداودى (وقيل) لا يجمع الله موت نفسك وموت شريعتك (وقيل) كنى بالموت الثانى عن الكرب أى لا تلقى بعد كرب هذا الموت كربا آخر اهـ (تخريجه) (خ. نس. جه)

<<  <  ج: ص:  >  >>