للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبواب البكاء على الميت والحداد والنعي

(١) باب ما لا يجوز من البكاء على الميت

(٦٨) عن عبد الله (يعي ابن مسعود) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ليس منَّا (١) من شقَّ


جميع بدنه بثوب خفيف ولا يجمع عليه أطباق الثياب، قال ويوضع على شئ مرتفع كسرير ولوح ونحوهما، ويوضع على بطنه شيء ثقيل، ويستقبل به القبلة كالمحتضر، ويتولى هذه الأمور أرفق محارمه بأسهل ما يقدر عليه، قال صاحب الحاوى وغيره ويتولاها الرجل من الرجل والمرأة من المرأة، فان تولاها أجنبى أو محرم من النساء أو تولاها أجنبية أو محرم من الرجال جاز اهـ (وفى أحاديث الباب أيضا) جواز تقبيل الميت كما فعل أبو بكر بالنبى صلى الله عليه وسلم - وقد فعله النبى صلى الله عليه وسلم قبله بعقمان بن مظعون (قال الشوكانى) ولم ينقل أنه أنكر أحد من الصحابة على أبى بكر فكان إجماعًا اهـ (قال النووى) ويجوز لأهل الميت وأصدقائه تقبيل وجهه، ثبتت فيه الأحاديث وصرح به الدارمى فى الاستذكار والسرخسى فى الأمالى اهـ (قلت) ولم يبين فى الحديث فى أى موضع قبل أبو بكر النبى صلى الله عليه وسلم - وقد جاء ذلك مبينا فى حديث ذكره الأمام ابن العربى فى شرحه على الترمذى، قال قال الترمذى وأخبرنا نصر بن على الجهضمى حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبى عمر الجوينى عن زيد ابن بابنوس عن عائشة أن أبا بكر دخل على النبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فاه بين عينيه ووضع يده على ساعديه، وقال يا نبياه يا صفياه فبين ذلك موضع التقبيل وصفته اهـ.
(٦٨) عن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله - الحديث" (غريبه) (١) أى ليس من أهل سنتنا وطريقتنا وليس المراد إخراجه من الدين، وفائدة ايراد اللفظ المبالغة فى الردع عن الوقوع فى مثل ذلك، كما يقول الرجل لولده عند معاتبته: لست منك ولست منى، أى ما أنت على طريقتى، وحكى عن سفيان أنه كان يكره الخوض فى تأويل هذه اللفظة ويقول ينبغى ان نمسك عن ذلك ليكون أوقع فى النفوس وأبلغ فى الزجر، وقيل المعنى ليس على ديننا الكامل أى انه خرج من فرع من فروع الدين وان كان معه أصله؛ حكاه ابن العربى، قال الحافظ ويظهر لى أن هذا النفى يفسره التبرؤ الذى حديث أبى موسى (يعنى قوله انا برئ ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتى بعد حديث) قال وأصل البراءة

<<  <  ج: ص:  >  >>