للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال يا رسول الله إنَّ نساء جعفر فذكر من بكائهنَّ، فأمره رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن ينهاهنَّ فذهب الرَّجل، ثمَّ جاء فقال قد نهيتهنَّ وإنَّهنَّ لم يطعنه حتَّى كان في الثَّالثة، فزعمت (١) أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال احثوا (٢) في وجوههنَّ التُّراب، فقالت عائشة قلت أرغم الله بأنفك والله ما أنت بفاعل ما قال لك ولا تركت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم (٤)

(٧٦) عن أمَّ سلمة رضي الله عنها قالت لمَّا مات أبو سلَّمة قلت غريب ومات بأرض غربة (٥) فأفضت بكًاء، فجاءت امرأة تريد أن تسعدني (٦)


الغزوة في كتاب الغزوات إن شاء الله تعالى (١) مر تفسير زعم فى الجزء الأول صحيفة ٦٧ وانه قد يراد به القول المحقق والصدق الذى لا شك فيه كقوله صلى الله عليه وسلم زعم جبريل كذا وهو المراد هنا (٢) هكذا فى الأصل "احثوا" بواو الجماعة فلعله أمره بذلك مع آخرين وفى رواية مسلم "قال اذهب فاحث فى أفواههن من التراب" بالأفراد (قال النووى) هو بضم الثاء وكسرها؛ يقال حثا يحثو وحثو يحثى لغتان وأمره صلى الله عليه وسلم بذلك مبالغة فى انكار البكاء عليهم ومنعهن منه، ثم تأوله بعضهم على أنه كان بكاء بنوح وصياح ولهذا تأكد النهى، ولو كان مجرد دمع العين لم ينه عنه لأنه صلى الله عليه وسلم فعله وأخبر أنه ليس بحرام وأنه رحمة، وتأوله بعضهم على أنه كان بكاء من غير نباحة ولا صوت، قال ويبعد أن الصحابيات يتمادين بعد تكرار نهيهن على محرم، وانما كان بكاء مجردا والنهي عنه تنزيه وأدب لا للتحريم، فلهذا أصررن عليه متأولات (٣) أى الصقه بالرَّغام، وهو التراب، وهو اشارة الى اذلاله وإهانته (٤) المعنى أنك قاصر لا تقوم بما أمرت به من الأنكار لنقصك وتقصيرك ولا تخبر النبى صلى الله عليه وسلم بقصورك عن ذلك حتى يرسل غيرك ويستريح، ويحتمل أن يكون معنى ولا تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم أى بعدم اخباره من أول الأمر فيستريح من التفكير فيه والله أعلم (تخريه) (ق. نس. هق. وغيرهم)
(٧٦) عن أم سلمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن أبيه عن عبيد بن عمير عن أم سلمة - الحديث" (غريبة)
(٥) نريد أنه من أهل مكة ومات بالمدينة (٦) أى تساعدنى فى البكاء والنوح: وقولها من الصعيد، المراد بالصعيد هنا عوالى المدينة، وأصل الصعيد ما كان على وجه الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>