للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أربع من الجاهليَّة (١) لا يتركن، الفخر في الأحساب (٢) والطَّعن في الأنساب (٣) والاستسقاء بالنجوم (٤) والنَّياحة، (٥) والنَّائحة إذا لم تتب (٦) قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سر بال (٧) من قطران أو درع من جرب (٨) (وعنه من طريق ثان) (٩) أنَّ رسول الله صلي الله عليه وسلَّم قال إنَّ في أمَّتي أربعًا


عن أبي مالك الأشعري - الحديث" (غريبه) (ذ) أى من أفعال أهل الجاهلية وفى الطريق الثانيى "إن فى أمتى أربعًا من الجاهلية ليسوا بتاركيهن" أى فى غالب أمتى أو أكثرهن لا يتركهن بعضهم (٢) أى الشرف بالآباء والتعاظم بمناقبهم كأن يقول أنا ابن فلام العالم أو الشجاع أو الكريم، فيحرم ذلك حيث قصد به الفخر على الغير والتكبر عليه (٣) كأن يقول لغيره لست ابن فلان فهو كبيرة، ويقع كثيرًا أن يقال ليس فلان شريفا؛ فلان من أصل وضيع ونحو ذلك فهو كبيرة أيضا (٤) أى اعتقاد أن نزول المطر بنجم كذا وتقدم بسط الكلام فيه فى آخر أبواب الاستسقاء فى الجزء السادس (٥) أى على الميت كما فى الطريق الثانية، وهى رفع الصوت بالتحسر على الميت ونحو ذلك، أو ندبه وتعديد شمائله (٦) فيه صحة التوبة من المكلف ما لم يمت ولم يصل إلى الغرغرة، وفيه دليل على تحريم النياحة وهو مجمع عليه (٧) هو القميص جمعه سرابيل، أى لباسها قميض "من قطران" بكسر الطاء المهملة، وأصل القطران من شجر يسمى الأبهل فيطبخ ويدهن به الأبل الجرباء فيحرق الجرب بحرارته وهو الصق شئ بالنار، ويقال فيه قطران بفتح القاف وكسر الطاء وتسكينها، وبكسر القاف وتسكين الطاء، وقرأ عكرمة ويعقرب قوله تعالى "سرابيلهم من قطران" من قطر آن على كلمتين منونتين، والقطر بكسر القاف النحاس والصفر المذاب "والآن" الذى انتهى حره: قال تعالى {يطوفون بينهما وبين حميم آن" والمعنى أن سرابيلهم تكون من نحاس حار قد انتهى حره، وكذا روى عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة (٨) رواية مسلم والبيهقى "ودرع من جرب" بواو العطف وهى الرواية المشهورة ويؤيدها ما فى الطريق الثانية من الحديث، قال فى التنقيح "وقوله درع من جرب" أى درع من أجل جرب كائن بها، ودرع المرأة قميصها والسربال القميص مطلقا اهـ. وخص النأمحة بهذا الوعيد لأت النياحة مختصة بالنساء غالبا وهن لا ينزجرن انزجار الرجال فاحتجن إلى مزيد الوعيد، والله أعلم (٩) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو عامر على يعنى ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>