للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيذًا (١) فشبَّه النَّبيَّذ بالدَّم حين خرج من الطَّعنة الَّتي تحت السُّرَّة، قال فدعوت طبيبًا آخر من الأنصار من بني معاوية، فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطَّعنة صلدًا (٢) أبيض، فقال له الطبيب يا أمير المؤمنين اعهد، فقال عمر صدقني أخو بني معاوية، ولو قلت غير ذلك كذَّبتك، قال فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك، فقال لا تبكوا علينا، من كان باكيًا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال يعذَّب الميَّت ببكاء أهله عليه، فمن أجل


شدة الخراج، فقال له ما خراجك بكثر فى جنب ما تعمل، فانصرف ساخطا، فلبث عمر ليالى فمرّ به العبد فقال "يعنى عمر" ألم أحدث أنك تقول لو أشاء لصنعت حى تطحن بالريح؟ فالتفت اليه عابسا فقال لأصنعن لك رحى يتحدث الناس بها، فأقبل عمر على من معه فقال توعدنى العبد، فلبث ليالى ثم اشتمل على خنجر ذى رأسين نصاله وسطه "أى مقبضه وسطه" ليطعن برأسيه، فكمن فى زوايا المسجد فى الغلس حتى خرج عمر يوقظ الناس الصلاة الصلاة، وكان عمر يفعل ذلك؛ فلما دنا منه عمر وثب اليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة قد خرقت الصفاق وهى التى قتلته (وفى حديث أبى رافع) كان أبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة وكان يستغله أربعة دراهم أى كل يوم، فلقيي عمر فقال ان المغيرة أثقل علىّ، فقال اتق الله وأحسن اليه، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف عنه، فقال العبد وسع الناس عدله غيرى وأصرّ على قتله، فاصطنع له خنجرًا له رأسان وسمَّه فتحرى صلاة الغداة حتى قام عمر فقال أقيموا صفوفكم، فلما كبر طعنه فى كتفه وفى خاصرته فسقط، أفاده الحافظ (؛) قال الحافظ فى الفتح وفى رواية أبى إسحاق، فلما أصبح دخل عليه الطبيب، فقال أىّ الشراب أحب اليك؟ قال النبيذ، فدعا بنبيذ فشرب فخرج من جرحه، فقال هذا صديد، ائتوني بلبن فشربه فخرج من جرحه، فقال الطبيب أوص فانى لا أظنك إلا ميتا من يومك أو من غد، قال والمراد بالنبيذ المذكور تمرات بنذت فى ماء أى نقعت فيه، كانوا يصعنون ذلك لاستعذاب الماء اهـ (قلت) وسيأتى الكلام على ما يجوز من النبيذ وما لا يجوز فى كتاب الأشربة ان شاء الله تعالى "وقوله فشبه النبيذ بالدم" بضم الشين وكسر الباء الموحدة مشددة أى التبس أمره واشتبه عليه، ويؤيد ذلك رواية أبى رافع "فخرج النبيذ فل يدر أهو نبيذ أم دم (٢) أى نقيا أبيض كما شربه لم يتغير

<<  <  ج: ص:  >  >>