للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك كان عبد الله لا يقر (١) أن يبكي عنده على هالك من ولده ولا غيرهم

حدّثنا عبد الله حد ثني أبي ثنا إسماعيل حدّثنا أيوب عن عبد الله بن أبي ملكية، قال كنت عند عبد الله بن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان ابنة عثمان بن عفان (٢) وعنده عمر بن عثمان، فجاء أبن عباس يقوده قائده (٣) قال فأراه أخبره بمكان أبن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي وكنت بينهما (٤) فإذا صوت من الدار، فقال أبن عمر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فأرسلها عبد الله مرسلة (٥) قال ابن عباس كنا مع أمي المؤمنين عمر (٦) حتى إذا كنا بالبيداء


(١) أي لا يقبل ولا يوافق على البكاء عنده على ميت سواء أكان من ولده أم من غيره (تخريجه) هو فى الصحيحين وغيرهما بمعناه لا بلفظه
(٩١) حدثنا عبد الله (غريبة) (٢) كان ذلك بمكة كما يستفاد من رواية البخارى من طريق ابن أبى مليكة أيضا قال "توفيت بنت لعثمان رضى الله عنه بمكة وجئنا لنشدها وحضرها ابن عمر وابن عباس - الحديث" (٣) كان ذلك بعد أن عمى ابن عباس رضى الله عنهما "وقوله فأراه" بضم الهمزة أى فأظن أن عمرو بن عثمان أخبرا ابن عباس بمكان ابن عمر الخ
(٤) فيه دليل لجواز الجلوس والاجتماع لا تنظار الجنازة واستحبابه، وأما جلوس ابن أبى مليكة بين ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم وهما أفضل بالصحبة والعلم والفضل والصلاح والنسب والسن وغير ذلك مع أن الأدب أن المفضول لا يجلس بين الفاضلين إلا لعذر فمحمول على عذر، إما لأن ذلك الموضع أرفق بابن عباس، وإما لغير ذلك. قاله النووى (وقال الحافظ) الظاهر أن المكان الذى جلس فيه ابن عباس كان أرفق له من الجلوس بجنب ابن عمر أو اختار أن لا يقيم ابن أبى مليكة من مكانه ويجلس فيه للنهى عن ذلك اهـ (٥) معناه أن ابن عمر أطلق فى روايته تعذيب الميت ببكاء الحى، ولم يقيده يهودى كما قيدته عائشة، ولا بوصية كما قيده آخرون، ولا قال ببعض بكاء أهله كما رواه أبو عمر (٦) يعنى بمكة كما تقيده رواية البخارى عن ابن عباس بلفظ "صدرت مع عمر رضى الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء "الحديث" وأصل البيداء المفازة التى لا شئ بها، وهى ها هنا اسم موضع

<<  <  ج: ص:  >  >>