للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا هو برجل نازل في ظل شجرة، فقال لي أنطلق فأعلم من ذاك فانطلقت فإذا هو صهيب (١) فرجعت إليه فقلت إنك أمرتني أن أعلم، من ذاك؟ وإنه صهيب، فقال مروره فليلحق بنا، فقلت إن كان معه أهله، قال وإن كان معه أهله، وربما قال أيوب مرة فليلحق بنا، فلما بلغنا المدينة لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب (٢) فجاء صهيب فقال وا أخاه واصحباه، فقال عمر ألم تعلم أو لم تسمع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال، إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه، فأما عبد الله (٣) فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال ببعض بكاء، فأتيت عائشة رضي الله عنها فذكرت لها قول عمر (٤) فقالت


مخصوص بين مكة والمدينة (١) بضم الصاد المهملة هو ابن سنان بن قاسط كانوا بأرض الموصل، فأغارت الروم على تلك الناحية فأخذته ضمن السبى وهو غلام صغير، فنشأ بالروم فاشتراه عبد الله بن جدعان بضم الجيم وسكون الدال المهملة التميمى فأتقه ثم أسلم بمكة، وهو من السابقين الأولين المعذبين فى الله تعالى، وهاجر إلى المدينة ومات بها سنة ثمان وثلاثين (٢) يعنى بالجراحة التى جرح بها والتي مات فيها (٣) يعنى ابن عمر "فأرسلها مرسلة" يعنى أنه قال فى روايته (ببكاء أهله) ولم يقيدها ببعض البكاء "وأما عمر رضى الله عنه فقيدها فى روايته ببعض بكاء أهله" وفسر العلماء هذا البعض الذى يعذب به الميت بما إذا صحبه نياحة، ومفهومه أن بعض البكاء لا يعذب به الميت، وهو الذى ليس فيه نياحة ونحوها، وحملوا ما جاء مطلقا من الأحاديث على هذا التفصيل (٤) لفظ البخارى (قال ابن عباس رضى الله عنهما فلما مات عمر رضى الله عنه ذكره ذلك لعائشة رضى الله عنها) (قال الحافظ) فى قوله "قال ابن عباس فلما مات عمر رضى الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضى الله عنها) (قال الحافظ) فى قوله "قال ابن عباس فلما مات عمر الخ" هذا صريح فى أن حديث عائشة من رواية ابن عباس عنها، ورواية مسلم توهم أنه من رواية ابن أبى مليكة عنها والقصة كانت بعد موت عائشة لقوله فيها "فجاء ابن عباس يقوده قائده" فانه إنما عمى فى أواخر عمره، ويؤيد كون ابن أبى مليكة لم يحمله عنها أن عند مسلم فى أواخر القصة (قال ابن أبى مليكة) وحدثنى القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشة قول ابن عمر، قالت إنكم لتحدثونى من غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمه يخطئ، وهذا يدل على أن ابن عمر كان

<<  <  ج: ص:  >  >>