للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا والله ما نال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الميت يعذب ببكاء أحد (١) ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال، إن الكافر يزيده الله عز وجل ببكاء أهله عذابًا (٢) وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى، قال أيوب (٣) وقال أن أبي مليكة حدثني القاسم، قال لما بلغ عائشة رضي الله عنها قول عمر وابن عمر قالت إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين


قد حدث به مرارًا اهـ (١) وجه جزم عائشة بذلك أنها لعلها سمعت صريحًا من رسوله صلى الله عليه وسلم اختصاص العذاب بالكافر، أو فهمت الاختصاص بالقرائن "وقولها لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجوز تسكين النون من لكن وتشديدها (٢) لفظ البخارى ومسلم (إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه زقالت حسبكم القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال ابن عباس عند ذلك والله هو أضحك وأبكى) وظاهر حديث الباب أن القائل "والله هو أضحك وأبكى" هى عائشة، وظاهر رواية الشيخين أن القائل ذلك هو ابن عباس، فيحتمل أن كليهما قاله فاقصتر فى حديث الباب على قول عائشة، واقتصر فى رواية الشيخين على قول ابن عباس، والله أعلم (قال الحافظ قوله قال ابن عباس عند ذلك) أى عند انتهاء حديث عن عائشة "والله هو أضحك وأبكى" أى العبرة لا يمكلها ابن آدم ولا تسبب له فيها، فكيف يعاقب عليها فضلا عن الميت، وقال الداودى معناه أن الله تعالى أذن فى الجميل من البكاء فلا يعذب على ما أذن فيه (وقال الطيبى) غرضه تقرير قول عائشة أى إن بكاء الانسان وضحكه من الله يظهره فيه فلا أثر له فى ذلك اهـ (٣) هذه الجملة من قوله قال أيوب إلى آخر الحديث ليست عند البخارى، وثبتت عند مسلم كما هنا، وعند البخارى بدلها "قال ابن أبى مليكة، والله ما قال ابن عمر رضى الله عنهما شيئا" (قال الحافظ) قال الطيبى وغيره - ظهرت لابن عمر رضى الله عنهما شيئا" (قال الحافظ) قال الطيبى وغيره - ظهرت لابن عمر الحجة فسكت مذعنا "وقال الزين بن المنير" سكوته لا يدل على الاذعان، فلعله كره المجادلة فى ذلك المقام (وقال القرطبى) ليس سكوته لشك طرأ له بعدما صرح برفع الحديث، ولكن احتمل عنده أن يكون الحديث قابلا للتأويل ولم يتعيم له محمل يحمل عليه إذ ذاك؛ أو كان المجلس لا يقبل المهاراة ولم تتعين الحاجة إلى ذلك حينئذ؛ ويحتمل أن يكون ابن عمر فهم من استشهاد ابن عباس بالآية قبول روايته لانها يمكن أن يتمسك بها فى أن لله أن يعذب بلا ذنب، فيكون بكاء

<<  <  ج: ص:  >  >>