للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث ولم يسمع بعضه، وأن اللام فى الميت لمعهود معين (واحتجو بحديث) عائشة المذكور فى الباب أنها قالت "يغفر الله لأبى عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب ولكنه نسى أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية فذكرت الحديث" وأخرجه الشيخان أيضا (ومنها) أن ذلك يختص بالكافر دون المؤمن، واستدل لذلك بحديث عائشة المذكور فى الباب أيضا (قال الحافظ) وهذه التأويلات عن عائشة متخالفة، وفيها اشعار بأنها لم ترد الحديث بحديث آخر بل نم استشعرت من معارضة القرآن (قال القرطبى) إنكار عائشة ذلك وحكمها على الراوى يالتخطئة والنسيان أو على أنه سمع بعضا أو لم يسمع بعضا بعيد، لأن الرواة لهذا المعنى من الصحابة كثيرون وهم جازمون فلا وجه للنفى مع إمكان حمله على محمل صحيح (ومنها) أنه يعذب بسبب الأمور التى يبكيه أهله بها ويندبونه بتعديد شمائله ومحاسنه فى زعمهم، وتلك الشمائل قبائح فى الشرع فيعذب بها كما كانوا يقولون يا مرمّل النسوان. ومؤتم الولدان. ومخر العمران. ومفرق الأخذان. ونحو ذلك مما يرونه شجاعة وفخرا وهو حرام شرعا (وهذا اختيار ابن حزم وطائفة) واستدلوا بما فى حديث ابن عمر عند البخارى، إن الله لا يعذب بدمع العين ولا يحز نالقلب، ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه، وقد رجح هذا الاسماعيلى (ومنها) أن معنى التعذيب توبيخ الملائكة له بما يندبه أهله، وبدل على ذلك حديث أبى موسى وحديث النعمان بن بشير اللذين فى اللباب (ومنها) أن معنى التعذيب تألم بما قع من أهله من النياحة وغيرها (وهذا اختيار أبى جعفر الطبرى) ورجحه ابن المرابط والقاضى عياض ومن تبعه، ونصره ابن تيمية وجماعة من المتأخرين، واستدلوا لذلك بما أخرجه ابن أبى خيثمة وابن أبى شيبة والطبرانى وغيرهم من حديث قيلة بنت مخرمة وهى بفتج القاف وسكون التحتانية وابوها بفتح الميم وسكون المعجمة ثقفية "قلت يا رسول الله قد ولدته فقاتل معك يوم الربذة ثم اصابته الحمى، فمات وترك علىَّ البكاء، فقال رسول صلى الله عليه وسلم أيغلب أحدكم ليبكى فيستعبر اليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم" (قال الحافظ) وهذا طرف من حديث طويل حسن الاسناد (أخرجه ابن أبى خيثمة وابن أبى شيبة والطبرانى وغيرهم) وأخرج أبو دواد والترمذى أطرافا منه (قال الطبرى) ويؤيد ما قاله أبو هريرة ان أعمال العباد تعرض على أقربائهم من موتاهم، ثم ساقه باسناد صحيح اليه، وشاهده حديث النعمان ابن بشير مرفوعا، أخرجه البخارى فى تاريخه وصححه الحاكم (قال ابن المرابط) حديث قبلة نص فى المسأله فلا يعدل عنه، واعترضه ابن رشيد بأنه ليس نصا؛ وإنما هو محتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>