(٩٤) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (١) أبهم المرأة القائلة فى هذه الرواية؛ وفى الرواية الثانية نسب القول لامرأة عثمات بن مظعون فتكون هى المرأة المبهمة فى الرواية الأولى، لكن ثبت فى رواية البخارى أن أم العلاء امرأة من الأنصار، كان يسكن عثمان فى بيتها وتوفى فيها قالت نحو ذلك، فيحتمل أن كلتيهما شهدت له، ولا مانع من ذلك (٢) إنما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها أخبرت بشئ مغيب لا يعلمه إلا الله عز وحل، ففيه شبه جراءة على الرجم بالغيب، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم لذلك وأفهمها أن العبد مهما بلغت درجته لا يمكنه أن يعلم شيئا من الغيب الا بتوقيف من الله عز وحل، فالواجب أن يقف الانسان عند حده (٣) فى مسند عبد بن حميد من طريق عبد الرازق لفظ "فو الله ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" (قال الحافظ) وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك موافقة لقوله تعالى فى سورة الأحقاف "قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" زكان ذلك قبل نزول قوله تعالى {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} لأن الأحقاف مكية، وسورة الفتح مدينة بلا خلاف فيهما، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال "أنا أول من يدخل الجنة" وغير ذلك من الأخبار الصريحة فى معناه، فيحتمل أن يحمل الأثبات فى ذلك على العلم المجمل، والنفى على الاحاطة من حيث التفصيل اهـ (٤) فى رواية أخرى عند الامام أحمد من حديث ابن عباس أيضا، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك لعثمان، وكان من خيارهم حتى ماتت رقية ابنة رسول الله