للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٩٥)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة موت إبراهيم بن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا بالصبي فضمه إليه، قال أنس فلقد رأيته بين يدي رسول الله (صلى الله عليه سلم) وهو يكيد بنفسه (١) قال فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي


وغسل وكفن فى أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتى عليك لقد أكؤمك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله قد أكرمه؟ فقلت بأبى أتا يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال أما هو فقد جاءه اليقين، والله انى لأرجو له الخير، والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بى، قالت فوالله لا أزكى أحدا بعده أبدًا - زاد فى رواية أخرى - وأحزننى ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عبنًا تجرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله" (وأخرج النسائى منه) نحو الجزء المختص بقصة عمر مع النساء من حديث أبى هريرة قال "مات ميت من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهم ويطردهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا عمر فان العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب" وروى البيهقى عن ابن عباس قال بكت النساء على رقية فجعل عمر ينهاهن - الحديث"
(٩٥) (عن أنس بن مالك) هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده فى الباب السادس عشر فى ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم من القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى (غريبه) (١) أى يسوق بها وقيل معناه يقارب بها الموت، وقال أبو مروان ابن سراج قد يكون من الكيد وهو القئ، يقال منه كاد يكبد شبَّه تقلع نفسه عند الموت بذلك - وفى رواية للبخارى - يجود بنفسه أى يخرجها ويدفعها كما يدفع الانسان دمعها، فقال عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله؟ فقال يا ابن عوف إنها رحمة، يعنى أن ما تراه يا ابن عوف من دمع العين والبكاء هو رحمة أودعها اللع قلوب عباده المؤمنين تنشأ عن رثة القلب وكثرة العطف خصوصا على الأولاد لا على ما توهمت من الجزع (قال الحافظ) ووقى فى حديث عبد الرحمن بن عوف نفسه فقلت يا رسول الله تبكى؟ أو ل تنه عن البكاء؟ وزاد فيه - إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان. وصوت عند مصيبة. خمش وجوه. وشق جيوب. ورنة شيطان؛ قال إنما هذا رحمة ومن لا يرحم لا يرحم، وعند عبد الرازق من مرسل مكحول إنما أنهى الناس عن

<<  <  ج: ص:  >  >>