للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربنا عز وجل (١) والله إنا بك يا إبراهيم لمحزونون

وعنه أيضًا أن فاطمة رضي الله عنها بكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا أبتاه (٢) من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل نعاه (٣) يا أبتاه جنة الفردوس مأواه (٤)


النياحة أن يندب الرجل بما ليس فيه اهـ (١) قال الحافظ فى حديث عبد الرحمن بن عوف ومحمود بن لبيد ولا نقول ما يسخط الرب، وزاد فى حديث فى آخره لولا أنه أمر حق. ووعد حق. ووعد صدق. وسبيل نأتيه، وان آخرنا سيلحق بأولنا لحزنًا عليك حزنا هو أشد من هذا اهـ "وقوله إناَّ بك" أى بفراقك لمحزونون يا إبراهيم، وحزنه صلى الله عليه وسلم كان بحكم الطبيعة البشرية ومما ليس فى قدرة الانسان منعه، وهذا ليس محظورًا فى الشرع إلا أن صحبه رفع صوت وعويل ونحو ذلك، وخاطبه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات مع انه لم يكن يفهم الخطاب الصغره واحتضاره ليبين للحاضرين أن مثل هذا القول ليس داخلا فى النهى عن البكاء برفع الصوت (تنبيه) تقدم تحقيق يوم وفاة ابراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم ومدة عمره فى شرح الحديث الأول من الباب الأول من أبواب الكسوف فى الجزء السادس فارجع اليه (تخريجه) (ق. هق. والأربعة وغيرهم)
(٩٦) وعنه أيضا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن ثابت البنائى عن أنس بن مالك أن فاطمة رضى الله عنها - الحديث" (غريبه) (٢) أصله يا أبى والتاء الفوقية بدل من الياء التحتية والألف للندبة والهاء للسكت "وقولها من ربه ما أدناه" الجار والمجرور متعلق بقوله أدناه أى أىّ شئ جعله قريبا من ربه بصيغة التعجب (٣) أى أخبر بموته ورواية البخارى "الى جبريل ننعاه" بفتح النون الأولى وسكون الثانية والى جارّ (قال الحافظ) قبل الصواب "إلىَّ جبريل نعاه" جزم بذلك سبط بن الجوزى فى المرآة، والأول متوجه فلا معنى لتغلي الرواية بالظن (قلت وقوله متوجه) أى له وجه هو أنه لا يلزم أن الاخبار بالموت أنما يكون لغير العالم به، يل قد يذكر للعالم به تأسفًا على ما فقده من خصاله المحمودة وتذكيرًا لما بينهما من المحبة والصلة والله أعلم (٤) أى منزله صلى الله عليه وسلم وزاد البخارى فى روايته قال "فلما دفن ثالت فاطة عليها السلام يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب" وستأتى هذه الزيادة للأمام أحمد أيضا فى وفاته صلى الله عليه وسلم ودفنه من كتاب السيرة النبوية ان شاء الله تعالى، ومعناه كيف طابت أنفسكم على حثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شدة صحبتكم له، وسكت أنس عن الجواب لها رعاية وتأدبا ولسان حاله يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>