للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٣٣ -

أنواع الشهداء ودرجاتهم باعتبار نياتهم

-----

قتل فذلك الذي يرفع عليه أعناقهم يوم القيامة ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حتى وقعت قلنسوته أو قلنسوة عمر ورجل مؤمن جيد الأيمان لقي العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح أتاه سهم غرب فقتله هو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة (وعنه من طريق ثان) قال سمعت فضالة بن عبيد يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء أربعة (فذكر الثلاثة المتقدمة ثم قال) والرابع مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة (عن إبراهيم بن عبيد) بن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه حدثه عن رسول الله صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم أنمه ذكر عنده الشهداء: فقال إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش، ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته


قال سمعت عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخولاني الخ (غريبة) القلنسوة بفتحتين فسكون فضم أي طاقيته أي جبان ليس عنده جرأة على القتال والطلح بفتح فسكون شجر عظيم له شوك أي بينما هو في حالة الفزع والخوف من العدو أتاه سهم غريب بتنوين سهم وغرب: وبالإضافة أيضا وبسكون الراء وفتحها في كليهما: وهو الذي لا يدري رامية ولا من أين جاء لم يصف إيمانه في هذه الدرجة بالجودة لأجل العمل السيئ الذي ارتكبه: وهو الذي جعله في الدرجة الثالثة، ولكنه في منزلة الشهداء (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن أبي يزيد الخولاني قال سمعت فضالة بن عبيد الخ (غريبة) أي مرتكب للخطايا ليس له عمل صالح فهو شهيد تكفر الشهادة عنه كل سيئة إلا الدين: وتقدم الكلام عليه، وإنما نال تلك الدرجة لصدق نيته (تخريجه) (هق مذ) وقال هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار قال سمعت محمدا (يعني البخاري) يقول قد روى سعيد بن أبي أيوب هذا ليس به بأس اهـ (قلت) خولان بفتح الخاء وسكون الواو اسم قبيلة باليمن، منها أبو يزيد الخولاني (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم ابن عبيد بن رفاعة الخ (غريبة) بضمتين جمع فراش أي الذين يألفون النوم على الفراش، يعني فهم وإن تبسطوا بالنوم والراحة لكنهم اشتغلوا بجهاد النفس والشيطان الذي هو الجهاد الأكبر عن مجاهدة الكفار الذي هو الجهاد الأصغر: فهؤلاء شهداء أيضا وإن ماتوا على فرشهم، وهذا محمول على عدم تعين الجهاد عليهم في النفير العام معناه إن كان لا علاء كلمة الله وجل فهو شهيد، وإن كان رياء أو لغنيمة ونحو ذلك فله ما نوى (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وأورده الهيثمي وقال رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>