للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٠٨ -

معنى قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل

-----

رضي الله عنه قال سمعت أبا القاسم (ص يقول عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل (عن أبي أمامة) رضي الله عنه قال استضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقيل له يا رسول الله ما أضحكك؟ قال قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل (عن العباس بن سهل) بن سعد الساعدي عن أبيه رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فأخذ الكرزين فحفر به فصادف حجزا فضحك، قيل ما يضحك يا رسول الله؟ قال ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة

(باب أن الأسير إذا أسلم لم يزل ملك المسلمين عنه وجواز استرقاق العرب)


التعجب المعروف عند البشر معناه استعظام الشيء لمعظم موقعه وخفاء سببه وذلك مستحيل على الله عز وجل فإذا أطلق عليه جل شأنه فالمراد أنه رضي منهم ذلك واستحسن فعلهم وعظم شأنهم ظاهره أنهم يجرون إليها كرها وهم مقيدون بالسلاسل، وليس كذلك، قال القاضي عياض معناه أن الله عز وجل عظم شأن قوم يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإسلام قهرا فيصيرون من أهل الجنة، وقيل أراد بالسلاسل ما يرادون به من به قتل الأنفس وسبي الأزواج والأولاد وخراب الديار وجميع ما يلحقهم إلى الدخول في الدين الذي هو سبب دخول الجنة فأقيم السبب مقام المسبب (تخريجه) (خ د) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا الأعمش عن حسين الخراساني عن أبي غالب عن أبي أمامة الخ (غريبة) بضم المثناة وسكون المعجمة وكسر المهملة أي أضحكه شيء لا نعلمه عبر هنا بقوله يساقون وفي حديث أبي هريرة بلفظ يقادون والقود غير السوق، قال الخليل القود أن يكون الرجل أمام الدابة آخذ بقيادها، والسوق أن يكون خلفها اهـ (قلت) وعلى هذا يلزم التنافي بين العبارتين، ويجمع بينهما باحتمال الأمرين معا أو بعضهم يقادون وبعضهم يساقون والله أعلم (تخريجه) أورد الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني واحد إسنادي أحمد رجاله الصحيح اهـ (قلت) هو ماذكرته هنا، والإسناد الآخر فيه شيخ لم يسم ولذلك لم أذكره اكتفاءا بأصح الطريقين (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا العباس بن الفضيل يعني ابن سليمان ثنا محمد بن أبي يحيى عن العباس بن سهل (غريبة) أي حينما كانوا يحفرون الخندق حوالي المدينة في غزوة الأحزاب، ويقال لها غزوة الخندق أيضا (وقوله فأخذ الكرزين) بكسر الكاف والزاي بينهما راء ساكنة أي الفأس والجمع كرازين يعني أسارى جمع نكل بكسر النون وسكون الكاف وهو القيد، فمعنى النكول القيود، ويجمع أيضا على أنكال كحمل وأحمال (تخريجه) أورده الهيثم وقال رواه أحمد والطبراني، إلا أنه قال يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد، وفي رواية عنده يساقون إلى الجنة وهم كارهون، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي يحي الأسلمي وهو ثقة (باب)

<<  <  ج: ص:  >  >>