للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٠٩ -

قصة أسير بني عقيل ومفاداته برجلين من أسرى المسلمين

-----

(عن عمران بن حصين) رضي الله عنه قال كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل وأصيب معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثائق، فقال يا محمد يا محمد، قال ما شأنك فقال بم أخذتني، بم أخذت سابقة الحاج أعظاما لذلك؟ فقال أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف، ثم انصرف عنه فقال يا محمد يا محمد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فأتاه فقال ما شأنك؟ قال إني مسلم، قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد، فأتاه فقال ما شأنك؟ فقال إني جائع فأطعمني وظمآن فأسقني، قال هذه حاجتك قال ففدى بالرجل (عن عروة بن الزبير) عن عائشة رضي الله عنها قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني الملصق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أولا بن عم له وكاتبه على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لات يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها


(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا اسماعيل عن أيوب عن قلابة عن أبي المهلب عن عمران ابن حصين الخ (غريبة) بضم العين المهملة وفتح القاف بخلاف عقيل الهاشمي فإنه بفتح المهملة وكسر القاف اسم ناقته أي أسرت معه، ثم صارت بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الناقة وكانت من النوق العظيمة التي تسبق قافلة الحجاج (وقوله إعظاما لذلك) الظاهر إنه من كلام الراوي يريد أن الرجل قال بم أخذتني بم أخذت سابقة الحاج إعظاما لهذا الأمر وإكبارا له الجريرة الجناية: قال في النهاية ومعنى ذلك أن ثقيفا لما نقضوا الموادعة التي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليهم بنو عقيل صاروا مثلهم في نقض العهد قال النووي معناه لو قلت كلمة الإسلام لكنت فزت بالإسلام وبالسلامة من الأسر ومن اغتنام مالك، وأما إذا أسلمت بعد الأسر فيسقط الخيار في قتلك ويبقى الخيار بين الاسترقاق والمن والفداء أي من الطعام والشراب حاضرة يؤتى إليك بها الساعة (وقوله ففدى بالرجلين) هكذا في رواية مسلم أيضا، وفي رواية أبي داود ففودي الرجل بعد بالرجلين أي المسلمين اللذين أسرتهما ثقيف، وليس هذا آخر الحديث، وسيأتي بتمامه في باب لا وفاء لنذر في معصية الله من أبواب النذر (تخريجه (م د. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن إسحاق قال حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير عن عائشة الخ (غريبة) بكسر اللام ويقال لها غزوة المريسيع بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء التحتية وكسر السين المهملة وكانت سنة خمس على الصحيح من الأقوال بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء التحتية الجمال وهذا البناء للمبالغة في الملاحة إنما كرهتها عائشة غيرة منها لأنها توقعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>