للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١١٧ -

الوفاء بالعهد والتشديد في الغدر

-----

أشد من زوجها، قالت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر الغبار فأخبرته فقال يا أم هانئ قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت (باب الوفاء بالعهد وعدم الغدر بمن عنده أمان)

(عن حذيفة بن اليمان) رضي الله عنه قال ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبى حسيل فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا؟ قلنا ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصر فن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفنا ففي بعهدهم ونستعين الله عليهم (عن سليم ابن عامر) قال كان معاوية رضي الله عنه يسير بأرض الروم وكان بينهم وبينه أمد فأراد أن يدنو منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضى أمدها أو ينبذ إليهم على سواء، فبلغ ذلك معاوية فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة رضي الله تبارك وتعالى عنه


أي غبار السفر (تخريجه) (ق والأربعة) وله طرق كثيرة والألفاظ مختلفة (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان الخ (غريبة) حسيل بحاء مضمومة ثم سين مفتوحة مهملتين ثم ياء تحتية ثم لام، ويقال له أيضا حسل بكسر الحاء وإسكان السين وهو والد حد ضيفة، واليمان لقب لحسيل أفاده النووي إنما قالا ذلك تقية والحقيقة أنهما كان يريدان النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز الكذب في الحرب أي ولا نقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ضد المشركين في غزوة بدر إنما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالانصراف لئلا يشيع عنه وعن أصحابه نقض العهد وإن كان في مثل هذه القضية لا يلزمهم الوفاء لأنه يترتب عليه ترك الجهاد في سبيل الله (تخريجه) (م وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر الخ (غريبة) أي عهد إلى وقت مهود (وقوله فأراد أن يدنو منهم) معناه أنه أراد أن يكون قريبا من بلادهم في مدة العهد قبل انقضائه حتى إذا انقض عليهم وغزاهم بدون مشقة ولا كلفة كبيرة أي ليكن منكم وفاء لا غدر يريد أنه لا يجوز السير إليهم قبل انقضاء المدة لأن ذلك يعد غدرا إلا إذا عليم منهم الخيانة فله حينئذ أن يسير أليهم على غفلة منهم استعار عقدة الحبل لما يقع بين المسلمين من المعاهدة ونهي عن حلها أي نقضها وشدها أي تأكيدها بشيء لم يقع التصالح عليه بل الواجب الوفاء بها على الصفقة التي كان وقوعها عليها بلا زيادة ولا نقصان النبذ في أصل اللغة الطرح أي أطرح عهدهم (ومعنى على سواء) أي أعلمهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء (تخريجه) (د نس مذ حب) وقال الترمذي

<<  <  ج: ص:  >  >>