للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء في القصاص في كسر السن]-

عن أنس بن مالك ان الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، وطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبى صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر عم أنس ابن مالك فقال يا رسول الله اتكسر ثنية الربيِّع؟ لا والذى بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص، فقال فعفا القوم، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه (ومن طريق ثان) عن ثابت عن أنس ابن مالك أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم


(١) بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد الياء التحتية مكسورة (٢) بفتح أوله وكسر ثانية ثم ياء تحتية مشددة مفتوحة، واحدة الثنايا من الأسنان جمعها ثنايا وثنيات، وهي أربع في مقدم الفم اثنتان من فوق وثنتان من أسفل (٣) يعني الدية وسمي أرشا لأنه من أسباب النزاع، يقال أرشت بين القوم إذا أوقعت بينهم: فدفع الأرش يحمم النزاع القائم بسبب الجناية (٤) ليس المراد بالحلف رد حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - القصاص بل المراد الرغبة إلى مستحق القصاص أن يعفو. وإلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة إليهم في العفو، وإنما حلف ثقة بهم أن لا يخشوه وثقه بفضل الله ولطفه أن لا يخشه بل يلهمهم العفو (٥) بالرفع مبتدأ والقصاص خبره أي حكم كتاب الله القصاص يشير إلى قوله تعالى (والسن بالسن) (٦) أي لا يحنثة لكرامته عليه (٧) (سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا ثابت عن أنس الخ (٨) وبفتح الراء وكسر الموحدة هو الريع بن النضر أخو الربيع بضم الراء وفتح الموحدة صاحبة القصة المذكورة في الطريق الأولى وهي رواية البخاري (وقوله أم حارثة) بفتح الميم المشددة بدل من أخت وهي الربيع بنت النضر صاحبة القصة السابقة، عبر عنها في هذه الطريق بكنيتها، وذكرها في الطريق الأولى باسمها، وقد وهم بعض الرواه في قوله (أن أخت الربيع) فضبط الربيع بضم الراء وفتح الموحدة وبسبب هذا الوهم حصل الاختلاف بين الروايتين، قال النووي رحمه الله حصل الاختلاف في الروايتين من وجهين (أحدهما) أن في رواية مسلم (هي الطريق الثانية هنا) أنها الربيع بنفسها (والثاني) أن في رواية مسلم أن الحالف لا تكسر ثنيتها هي أم الربيع (بفتح الراء، وفي رواية البخاري أنه أنس بن النضر، قال العلماء المعروف في الروايات رواية البخاري وقد ذكرها من طرقه الصحيحة كما ذكرنا عنه وكذا رواه أصحاب كتب السنن ثم قال إنهما قضيتان أه كلام النووي (قلت) هما قضية واحدة ولا اختلاف بينهما بدليل أن أم حارثة هي الربيع بنت النضر لا أختها، وأبو حارثة هو سراقة بن الحارث بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري كما ذكره الحافظ في الإصابة، قال استشهد حارثة في غزوة بدر فقالت أم الربيع بنت النضر النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرني عن حارثة فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أم حارثة أنها جنات كثيرة وإن حارثة في الفردوس الأعلى رواه (خ حم نس) فثبت بذلك أن أم حارثة هي الربيع لا أختها، وأما ما جاء في الطريق الأولى (وهي رواية البخاري) أن الحالف لا تكسر ثنيتها هو أنس بن النضر وجاء في الطريق الثانية (وهي رواية مسلم) أن الحالف أم الربيع بفتح الراء وكسر الموحدة فالجمع بينهما ممكن بأن كليهما أقسم ورجال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة إليهم في العفو بدافع عطف

<<  <  ج: ص:  >  >>