-[ما جاء في تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية وأن ثالثهما الشيطان]-
يعرفنا؟ قال أفعمياوان (١) أنتما؟ ألستما تبصرانه (باب النهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية) * (عن جابر بن عبد الله) ٠٢) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون (٣) بامرأة ليس معها ذو محرم منها (٤) فإن ثالثهما الشيطان (٥)(عن عامر بن ربيعة)
فنون ساكنة فكاف مفتوحه فمثله (١) تثنية عمياء تانيث اعمى، وحاصله ان حكمه الامر بالحجاب الا ينظر اليه ولا الى شئ منه (تخريجه) (د مذ) وقال الترمزى حديث حسن صحيح، وفى الباب عن عائشه عن مالك فى الوطا انها احتجبت من اعمى فقيل لها لاينظر اليك قالت لكنى انظر اليه، قال الشكوانى وقد استدل بحديث ام سلمه هذا من قال انه يحرم على المراه نظر الرجل كما يحرم على الرجل نظرالمراة، وهو احد قولى الشافعى واحمد والهادوية (قال النووى) وهو تلاصح ولقوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن) ولان النساء احد نوعى الادمين فحرم عليهن النظر الى النوع الاخر قياسا على الرجال، ويحققه ان المعنى المحرم للنظر هو خوف الفتنه وهذا فى المراة ابلغ فانها اشد شهوة واقل عقلا فتسارع اليها الفتنه اكثر من الرجل، واحتج من قال بالجواز فيما عدا مابين سرته وركبته بحديث عائشه (قلت حديث عائشه) قالت رايت النبي صلى الله عليه وسلم يسترنى يرادئه وانا انظر الى الحبشه يلعبون فى المسجد حتى اكون انا التى اسامه فاقدر واقدر الحاربه الحديث السن الحريصه على اللهو، وراء الشيخان والامام احمد، وسياتى فى ابواب زوجات النبى صلى الله عليه وسلم فى ذكر عائشه فى آخر كتاب السيره النبويه، قال ويجاب عنه بانها كانت يومئذ غير مكلفه على ما تقتضى به العبارات المذكولره فى الحديث، ويؤيد هذا احتجابها من الاعمى كما تقدم، وقد جزم النووى بان عائشه كانت صغيره دون البلوغ او كان ذلك قبل الحجاب، وتعقبه الحافظ بان في بعض طرق الحديث ان ذلك كان بعد قدوم وفد الحبشه وان قدومهم كان سنة سبع ولعائشه يومئذ ست عشرة سنة، واحتجوا ايضا بحديث فاطمه بنت قيس المتفق عليه انه صللى الله عليه وسلم امرها ان تعتد في بيت ابن ام مكتوم وقال انه رجل اعمى تضعين ثيابك عنده، ويجاب بانه يمكن ذلك مع غض البصر منها، ولا ملازمه بين الاجتماع فى البيت والنظر، واحتجوا بالحديث الصحيح في مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى النساء في يوم العيد عند الخطبه فذكرهن ومعه بلال فامرهن بالصدقه (قلت) تقدم فى باب خطبة صحيفة ١٤٧ فى الجزء السادس من ابواب العيدين، قال ويجاب ايضا بان ذلك لايستلزم النظر منهن اليهما لامكان سماع الموعظه ودفع الصدقه مع غض البصر، وقد جمع ابو داود بين الاحاديث فجعل ام سلمه مختصا بازواج النبي صلى الله عليه وسلم وحديث فاطمه ومافى معناه لجميع النساء، قال الحافظ فى تلخيص قلت وهذا جمع حسن وبه جمع المنذرى فى حواشيه واستحسنه شيخنا اهـ قال الحافظ ويؤيد الجواز استمرار العمل على جواز خروج النساء الى المساجد والاسواق والاسفار منتقيات لئلا يراهن الرجال ولم يامر الرجال قط بالانتقاب لئلا يراهم النساء، فدل على مغايرة الحكم بين الطائفين وبهذا احتج الغزالى والله اعلم * (باب) * (٢) هذا طرف من حديث طويل سياتى بتمامه وسنده وتخريجه فى الباب الرابع من ابةواب الترهيب من خصال من المعاصى معدوده فى قسم الترهيب (غريبه) (٣) الخلوه المحرمه التى عناها الشارع هنا هى انفراد الرجل مع المراة الاجنبية في مكان بامنان فيه دخول احد عليهما (٤) يريد من لايحل له نكاحها من اقاربها كالاب والابن والاخ والعم ومن يجري مجراهم فان كان معها احد من هؤلاء فيجوز لانتقاء المحذور، ولو كان معها زوجها كان واولى بالجواز (٥) معناه انه اذا لم يكن معها محرم فان الشيطان يحضر هذا المجلس