للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة العسيف مع مزنيته وجلده ورجمها]-

عز وجل وائذن لى فأتكلم: قال قل، قال إن ابنى كان عسيفاً (١) على هذا وإنه زنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالاً من أهل العلم (٢) فأخبرونى أن على ابنى جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده لأقضين بينكما بكتاب الله عز وجل، المائة شاة والخادم ردّ عليك (٣)، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام (٤) واغد يا أنيس رجل من أسلم على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها (عن عبادة بن الصامت) (٥) أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل الوحى عليه كرب (٦) لذلك وترَّبد (٧) فأوحى إليه ذات يوم فلقى كذلك فلما سرّى (٨) عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى (٩) قد جعل الله لهن سبيلاًَ (١٠) الثيب بالثيب والبكر بالبكر (١١) الثيب جلد مائة ثم رجم


وفطنة منه ولعل الراوى عرف ذلك قبل الواقعه او استدل بما وقع منه فى هذه القضيه على انه افقه من صاحبه (١) القائل ان ابنى كان عسيفا الخ هو الذى وصفه الراوى بانه افقه كما يشعر بذلك السياق (والعسيف) يوزن رغيف الاجير، ووقع فى رواية للنسائى (كان ابنى اجيرا لامراته) ويطلق العسيف على السائل والعبد والخادم (وقوله على هذا) اى عنده (٢) قال الحافظ لو اقف على اسمائهم ولا على عددهم ولا على اسم الخصمين ولا الابن ولا المراة (٣) اى مردود عليك (وقوله وعلى ابنك جلد مائة) اى لكونه غير محصن لانه جاء في بعض الروايات (وابنى لم يحصن) (٤) اى ينفى عن بلده مده سنة (وقوله واغد) بضم الدال المهمله وهو املر بالذهاب فى الغدوة (وقوله ياانيس) تصغير انس وهو ابن الضحاك الاسلمى وليس انس بن مالك كما قال بعضهم لانه انصارى لااسلمى (تخريجه) (ق والامامان والاربعه. وغيرهم) * (٥) (سنده) حدثنا عبد الله بن بكر ثنا سعيد عن فتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله اخى بنى اخى بنى رقاش عن عبادة بن الصامت انه قال الخ (غريبه) (٦) بضم الكاف وكسر الراء اى اصابه مشقه وكرب فهو مكروب (٧) يوزن تربص اى عاته غبره والربد تغير البياض الى الاسود وانما حصل له ذلك لعظم موقع الوحى (٨) بضم المهمله وتشديد الراء مكسوره اى كشف عنه وزال (٩) هكذا وقع فى هذه الرواية (خذوا عنى) بغير تكرير، وجاء في رواية اخرى عن عبادة ايضا بتكرير لفظ (خذوا عنى) مرتين وكذلك فى الحديث التالى، قال الطبلى تكرير خذوا يدل على ظهور امر كان خفى شانه واهتم به، ومعناه خذوا الحكم في حد الزنا عنى ذكره القاضى عياض (١٠) اى جعل الله للنساء الزوانى (سبيلا) اى خلاصا من امساكهن فى البيوت المذكوره فى قوله تعالى (واللاتى يأتين الفاحشه من نسائكمالى قوله او يجعل الله لهن سبيلا) فالسبيل هو قوله عز وجل فى سورة النور (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) وآية الرجم (الشيخ والشيخه اذا زنيا فارجموهما البته) وقد نسخ لفظها وبقى جلد مائة ثم نفى سنة) (١١) ليس هو على سبيل الاشتراط بل حد الثيب الرجم سواء زنى بثيب ام بكر وحد البكر الجلد والتغريب سواء زنى ببكر ام بثيب، فهو سبيه بالتقييد الذى يخرج على الغالب، واعلم ان المراد بالبكر من الرجال والنساء من لم يجامع فى نكاح صحيح وهو حر بالغ عاقل سواء كان جامع بوطء شبه او نكاح او غيرهم ام لا، والمراد بالثيب من جامع في دهره مرة من نكاح صحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>