للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في حد شارب الخمر وكم يضرب]-

وكم يضرب؟ وبأى شئ يضرب؟) (عن حضين بن المنذر) (١) بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة (٢) صلى بالناس (٣) الصبح ثم التفت إليهم فقال أزيدكم (٤) فرفع ذلك إلى عثمان رضى الله عنه فأمر به أن يجلد (٥) فقال على رضى الله عنه للحسن بن على قم يا حسن فاجلده قال وفيم أنت وذاك (٦)؟ فقال على بل عجزت ووهنت، قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده، فقام عبد الله بن جعفر فجلده وعلى يعد فلما بلغ أربعين قال أمسك، ثم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الخمر أربعين وضرب أبو بكر أربعين وعمر صدرا من خلافته ثم أتمها عمر ثمانين وكلّ سنة (٧) (وعنه من طريق ثان) (٨) انه قدم ناس من أهل الكوفة على عثمان رضى الله عنه فأخبروه بما كان من أمر الوليد أى بشربه الخمر فكلمه علىّ فى ذلك فقال دونك ابن عمك (٩) فأقم عليه الحد، فقال يا حسن قم فاجلده، قال ما أنت من هذا فى شئ، ولِّ هذا غيرك، قال بل ضعفت ووهنت، الحديث بنحو


(١) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبى عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر الخ (فائدة) قال النووى حضين بالضاد المعجمة وضم الحاء مصغرا وليس فى الصحيحين حضين بالمعجمة غيره (غريبه) (٢) هو الوليد بن عقبة بن أبى معيط الصحابى قتل أبوه عقبة يوم بدر كافرا، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة، فالوليد أخو عثمان بن عفان لامه، أسلم يوم فتح مكة هو وأخوه خالد بن عقبة قاله النووى فى تهذيب الأسماء واللغات (٣) أى باهل الكوفة وكان واليا عليها من قبل عثمان بن عفان وكان قد شرب خمرا فسكر (٤) قال ابن عبد البر خير صلاته بهم سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى بهم الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث، ولما شهدوا عليه بالشرب أمر به عثمان فجلد وعزل عن الكوفة واستعمل عليها بعده سعيد بن العاص، ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة وأقام بالبرقة الى أن توفى بها وله بها عقب، روى عنه ثابت بن الحجاج والشعبى وغيرهما كذا فى تهذيب الاسماء واللغات (٥) جاء فى رواية مسلم فشهد عليه رجلان احدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد آخر انه رآه يتقيأ فقال عثمان إنه لم يتقيأ حتى شربها فقال يا على قم فاجلده، فقال على قم يا حسن الخ فهذه الرواية مفسرة لقوله فى رواية الأمام احمد (فأمر به أن يجلد) ومعناه أن عثمان أمر عليا ان يجلده (٦) أى ليس الجلد من شأنك ولست مكلفا به، فكأن عليا رضى الله عنه قال للحسن ولكنى قبلت ذلك ولى التفويض لغيرى لكونى عجزت عن فعله بنفسى لضعفى من الكبر، ثم أمر عبد الله بن جعفر فجلده (٧) معناه أن فعل النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر سنة يعمل بها وكذا فعل عمر وجاء عند مسلم بعد قوله وكل سنة (قال وهذا أحب الى) قال النووى اشارة الى الاربعين التى كان جلدها وقال للجلاد امسك، ومعناه هذا الذى قد جلدته وهو الاربعون أحب الى من الثمانين اهـ قال الخطابى يريد أن الاربعين سنة قد عمل بها النبى صلى الله عليه وسلم فى زمانه والثمانون رآها عمر ووافقة من الصحابة علىّ فصارت سنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر (٨) (سنده) حدّثنا اسماعيل عن سعيد بن أبى عروبة عن عبد الله عن حضين أبى ساسان الرقاشى أنه قدم ناس من أهل الكوفة الخ (٩) يظهر من السياق أن القائل (دونك ابن عمك الخ هو عثمان رضى الله عنه يخاطب عليا رضى الله عنه بذلك لأن عليا من ولد هاشم بن عبد مناف والوليد

<<  <  ج: ص:  >  >>