للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في المحاربين وقطاع الطريق]-

إلا في حد من حدود الله عز وجل (عن بهز بن حكيم بن معاوية) (١) عن أبيه عن جده (٢) قال أخذ النبى صلى الله عليه وسلم ناسا من قومى فى تهمة فحبسهم، فجاء رجل من قومى (٣) إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال يا محمد علام تحبس جيرتى؟ فصمت النبى صلى الله عليه وسلم عنه، فقال إن ناسا ليقولون إنك تنهى عن الشر وتستخلى (٤) به، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ما يقول؟ قال فجعلت أعرَّض (٥) بينهما بالكلام مخافة أن يسمعها فيدعو على قومى دعوة لا يفلحون بعدها أبدًا. فلم يزل النبى صلى الله عليه وسلم به حتى فهمها، فقال قد قالوها أو قائلها منهم؟ والله لو فعلت لكان علىّ (٦) وما كان عليهم خلوا له عن جيرانه (باب ما جاء فى المحاربين وقطاع الطريق) (عن أنس بن مالك) (٧) قال قدم على النبى صلى الله عليه وسلم ثمانية نفر من عكل (٨) فأسلموا فاجتووا المدينة (٩) فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها (١٠) ففعلوا فصحوا فارتدوا (١١) وقتلوا رعاتها أو رعاءها وساقوها (١٢) فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طلبهم قافة (١٣) فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ولم يحسمهم (١٤)


الشوكاني والحق العمل بما دل عليه الحديث الصحيح المذكور فى الباب (يعنى حديث أبى بردة) قال وليس لمن خالفه متمسك يصلح للمعارضة والله أعلم (١) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن بهز بن حكيم الخ (غريبه) (٢) جده معاوية بن حيدة الصحابى (٣) هو أبوه أو عمه كما فى رواية أخرى (٤) معناه تنهى عن الشر وتنفرد به أى تفعله (٥) بضم الهمزة وتشديد الراء مكسورة من التعريض وهو خلاف التصريح يريد بذلك إخفاء ما قاله الرجل للنبى صلى الله عليه وسلم خوفا من غضبه (٦) معناه لو فعلت ما أنهى عنه لكان وزره خاصا بى دونهم، ومع هذا فقد عفا النبى صلى الله عليه وسلم عن جيرانه وخلى سبيلهم وهذا من مكارم اخلاقه صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (د نس مذ ك) وحسنه الترمذى وصححه الحاكم وأقره الذهبى، وفيه دلالة على أن الحبس كما يكون حبس عقوبة يكون حبس استظهار، قال الخطابى فالعقوبة لا تكون الا فى واجب وأما ما كان فى تهمة فانما يستظهر بذلك ليستكشف به عما وراءه، وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم حبس رجلا فى تهمة ساعة من نهار اهـ (باب) (٧) (سنده) حدّثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعى قال حدثنى يحيى بن أبى كثير قال حدثنى أبو قلابة الجرمى عن انس بن مالك الخ (غريبه) (٨) بضم المهملة وسكون الكاف وفى رواية من عكل وعرينة بوزن جهينة وفى رواية للبخارى من عكل أو عرينة بالشك ورواية عدم الشك هى الصواب كما قال الحافظ، قال وزعم الداودى وابن التين ان عرينه هم عكل وهو غلط بل هما قبيلتان متغايرتان، فعكل من عدنان، وعرينة من قحطان، وعكل من تيم الرباب، وعرينه حى من قضاعة وحى من بجيلة، والمراد هنا الثانى كذا ذكره موسى بن عقبة فى المغازى، وكذا رواه الطبرانى من وجه آخر عن أنس، وذكر ابن اسحاق فى المغازى ان قدومهم كان بعد غزوة ذى قرد وكانت فى جمادى الآخرة سنة ست، وذكر الواقدى انها كانت فى شوال منها وتبعه ابن سعد وابن حبان وغيرهما (٩) قال ابن فارس اجتويت المدينة اذا كرهت المقام فيها وان كنت فى نعمة، وقيده الخطابى بما اذا تضرر بالاقامة (أى لسقم أصابه) وهو المناسب لهذه القصة (١٠) اى لاجل التداوى (١١) أى عن الاسلام كما فى بعض الروايات (١٢) زاد فى رواية وهربوا محاربين (١٣) أى جماعة يقتفون اثرهم ويتتبعونهم (١٤) بسكون الحاء

<<  <  ج: ص:  >  >>