للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء فى المدة التى مكثها النبى صلى الله عليه وسلم مريضا بسبب السحر]-

إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل) ثم جاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة (١) الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين (٢)، قلت يا رسول الله فهلا أحرقته؟ وفى لفظ فأحرقه (٣) قال لا، أمّا أنا فقد عافانى الله عز وجل وكرهت أن أثير على الناس منه شرا، قالت فأمر بها فدفنت (وعنها من طريق ثان) (٤) قالت لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر (٥) يرى أنه يأتى ولا يأتى فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما للاخر ما باله؟ قال مطبوب، قال من طبه؟ قال لبيد بن الأعصم، قال فيم؟ قال فى مشط ومشاطة فى جف طلعةٍ ذكر فى بئر ذروان تحت رعوفة (٦) فاستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم من نومه (٧) فقال أى عائشة ألم ترى (٨) أن الله أفتاني فيما


عطشان، وفي رواية للامام احمد والبخارى وستأتى فى الطريق الثانية (ذروان) بالذال المعجمة بدل الهمزة، ووقع فى رواية للبخارى ومسلم والامام احمد وستأتى فى الطريق الثالثة (ذى أروان) بفتح الهمزة وسكون الراء وسقط لأبى ذر لفظة ذى فعلى الأول فهو من اضافه الشئ لنفسه، قيل والأصل أروان ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة وصارت ذروان بالذال المعجمة بدل الهمزة قال النووى وكلاهما صحيح والأول أجود وأصح يعنى أن لفظ ذى أروان أجود وأصح من ذروان وهى بئر بالمدينة فى بستان بنى زريق (١) بضم النون وتخفيف القاف (والحناء) بكسر الحاء المهملة والمد، يعنى أن ماءها احمر كالذى ينقع فيه الحناء يعنى أنه تغير لرداءته أو لما خالطه مما ألقى فيه (٢) جاء فى رواية عمرة عن عائشة (فاذا نخلها الذى يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين أى فى قبح منظرها أو الحيات، إذ العرب تسمى بعض الحيات شيطانا وهو ثعبان قبيح الوجه (٣) وفى رواية لمسلم (قلت يا رسول الله فأخرجه) قال النووى كلاهما صحيح فطلبت أن يخرجه ثم يحرقه والمراد اخراج السحر فدفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الله تعالى قد عافاه وانه يخاف من اخراجه واحراقه وإشاعة هذا ضررا وشرا على المسلمين من تذكر السحر أو تعلمه وشيوعه اهـ وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وكرهت أن أثير على الناس منه شرا فأمر بها فدفنت (٤) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن خالد عن رباح عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٥) وقع فى رواية أبى ضمرة عند الاسماعيلى (فاقام أربعين ليلة) قال الحافظ ويمكن الجمع بان تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه والاربعين يوما من استحكامه، وقال السهيلى لم أقف على شئ من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التى مكث النبى صلى الله عليه وسلم فيها فى السحر حتى ظفرت فى جامع معمر عن الزهرى أنه لبث ستة أشهر اهـ قال الحافظ وقد وجدناه موصولا باسناد الصحيح فهو المعتمد اهـ (قلت) لعله يرد هذه الطريق من حديث الباب فقد رواها الامام أحمد من طريق معمر عن هشام موصولة كما ترى فى السند والله أعلم (٦) بفتح الراء بعدها عين مضمومة وهى حجر يوضع على رأس البئر لا يستطاع قلعه يقوم عليه المستقى وقد يكون فى أسفل البئر اذا حفرت تكون ناتئة يجلس عليها الذى ينظف البئر (٧) إشارة إلى أن ذلك وقع فى المنام ويؤيده أن الملكين كان يخاطب أحدهما الآخر فى شأنه، اذ لو جاءا اليه يقظة لخاطباه وسألاه واطلق فى رواية عمرة عن عائشة أنه كان نائما ومعلوم ان رؤيا الأنبياء وحى (٨) بفتح الراء وسكون الياء التحتية مجزوم بحذف النون أي

<<  <  ج: ص:  >  >>