للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء فى الروايات المختلفة فى استخراج السحر وإبطاله]-

استفتيته فأتى البئر فأمر به فأخرج (١) فقال هذه البئر التى أريتها والله كأن ماءها نقاعة الحناء وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين فقالت عائشة لو أنك كأنها تعنى أن ينتشر (٢)، قال أما والله قد عافانى الله وأنا أكره أن أثير على الناس منه شرا (وعنها من طريق ثالث) بنحوه (٣) وفيه قال فى مشط ومشاطة وجب (٤) أو جف طلعة ذكر قال فأين هو؟ قال فى ذى أروان (٥) - وفيه قالت عائشة فقلت يا رسول الله فأخرجته للناس؟ فقال امّا (٦) الله عز وجل فقد شفانى وكرهت أن أثور (٧) على الناس منه شرا (عن زيد بن أرقم) (٨) قال سحر النبى صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود قال فاشتكى لذلك أياما قال فجاء جبريل عليه السلام فقال إن رجلا من اليهود سحرك عقد لك عقدا عقدا (٩) فى بئر كذا وكذا (١٠) فأرسل إليها من يجيء بها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضى الله عنه فاستخرجها بها فحللها قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط (١١) من عقال


ألم تعلمي (١) تقدم فى الطريق الأولى أن عائشة رضى الله عنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم فأحرقه وفى رواية لمسلم فأخرجه، تعنى السحر قال لا، وفى رواية للبخارى من طريق أبى اسامة عن هشام أيضا أن عائشة قالت قلت يا رسول الله افأخرجته؟ قال لا، وفى هذه الرواية ان النبى صلى الله عليه وسلم أمر به فاخرج، وفى حديث زيد بن أرقم الآتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا فاستخرجها فحللها، وظاهر هذا التعارض (قلت) ويجمع بين هذه الروايات بان النبى صلى الله عليه وسلم بعث عليا لاستخراجها ثم لحق به فاستخرج على رضى الله عنه الجف واطلع النبى صلى الله عليه وسلم على ما فيه من السحر والعقد فحللها ثم اعادها الى الجف وأمره النبى صلى الله عليه وسلم بدفنها خوفا من اطلاع الناس على ذلك فيتذكره المنافقون ويتعلمونه فيؤذون المؤمنين، وعلى هذا فتحمل رواية من أثبت الاستخراج على استخراج الجف وتحمل رواية النفى على ما حواه الجف من السحر لئلا يراه الناس فيتعلمه من اراده، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم امّا أنا فقد عافانى الله وكرهت أن أثير على الناس منه شرا قالت فامر به فدفن والله أعلم (٢) هذه الجملة وهى قوله (كأنها تعنى أن يتنشر) تفسير من بعض الرواة لقول عائشة (لو أنك) فكأنه عين الذى ارادت بقولها لو أنك فلم يستحضر اللفظ فذكره بالمعنى وجاء صريحا فى بعض روايات البخارى بلفظ (قالت عائشة فقلت افلا تنشرت) من النشرة بضم النون وهى الرقية التى يحل بها عقد الرجل عن مباشرة امرأته وهى ضرب من العلاج يعالج به من يظن أن به سحرا أو شيئا من الجن، قالت له ذلك لانه يكشف بها غمة ما خالطه من الداء، وسيأتى الكلام على النشرة فى آخر باب ما لا يجوز من الرقى والتمائم فى كتاب الطب (٣) حدّثنا عفان قال ثنا وهيب ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بنحوه أى بنحو ما تقدم وفيه قال فى مشط ومشاطة الخ (غريبه) (٤) بالجيم والباء الموحدة وأو للشك من الراوى وهما بمعنى وتقدم الكلام عليهما فى شرح الطريق الأولى عند قوله وجف طلعة ذكر (٥) قيل أن الأصل بئر ذى أروان، ثم لكثرة الاستعمال حذف بعضهم لفظ بئر للعلم به فصار ذى أروان، ثم لكثرة الاستعمال ايضا سهلت الهمزة فصار ذروان، فمنهم من رواه بئر ذروان ومنهم من قال ذى أروان وتقدم كلام فى ذلك (٦) بتشديد الميم ورفع لفظ الجلالة وجاءت كذلك عند البخارى أيضا (٧) بضم الهمزة وفتح المثلثة وكسر الواو المشددة وهى كذلك عند البخارى أيضا وهى بمعنى أثير وتقدم شرحه (تخريجه) (ق فع هق وغيرهم) (٨) (سنده) حدّثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم الخ (غريبه) (٩) بضم العين المهملة وفتح القاف جمع عقدة كغرفا وغرفة وتكريره يشير الى كثرة العقد (١٠) هى بئر أروان المتقدم ذكرها (١١) هكذا جاء في الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>