للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في حد الساحر وأخبار عن المجوس وعاداتهم]-

(عن عثمان بن أبى العاص) (١) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان لداود نبى الله عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله فيقول يا آل داود قوموا فصلوا فان هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر وعشار (باب ما جاء فى حد الساحر) (حدّثنا سفيان (٢) عن عمرو) سمع بجالة (٣) يقول كنت كاتبا لجزء (٤) بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتانا كتاب عمر قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر، وربما قال سفيان وساحرة، وفرقوا بين كل ذى محرم من المجوس (٥) وانهرهم عن الزمزمة (٦) فقتلنا ثلاثة سواحر وجعلنا نفرق بين الرجل وبين حريمته فى كتاب الله (٧) وصنع جزء طعاما كثيرا وعرض السيف على فخذه ودعا المجوس (٨) فألقوا وقر بغل أو


(طب ك) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى وأورده المنذرى وقال رواه (حم حب) فى صحيحه والحاكم وصححه (١) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى كسب العشارين الخ من كتاب البيوع والكسب فى الجزء الخامس عشر صحيفة ١٦ رقم ٥٠ وانما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة، هذا واحاديث الباب تدل على ثبوت السحر وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء وان تعلمه وتعليمه والتصديق به حرام، قال النووى رحمه الله عمل السحر حرام وهو من الكبائر بالاجماع، قال وقد يكون كفرا وقد لا يكون كفرا بل معصية كبيرة، فان كان فيه قول أو فعل يقتضى الكفر كفر والا فلا، وأما تعلمه وتعليمه فحرام اهـ انظر كلام العلماء فى ذلك فى القول الحسن شرح بدائع المنن صحيفة ٣١٢ و ٣١٣ فى الجزء الثانى (باب) (٢) (غريبه) سفيان هو ابن عيينة وعمرو بفتح المهملة وسكون الميم هو ابن دينار (٣) بفتح الباء الموحدة والجيم هو ابن عبدة (بفتحات) العنبرى البصرى وثقه أبو زرعة (٤) قال الحافظ بفتح الجيم وسكون الزاى بعدها همزة هكذا يقول المحدثون، وضبطه أهل النسب بكسر الزاى بعدها تحتانية ساكنه ثم همزة وكان عامل عمر على الأهواز، قلت جاء عند الترمذى عن بجالة قال كنت كاتبا لجزء بن معاوية على مناذر (قلت) مناذر اسم موضع ولعله من الاهواز، قال وذكر البلاذرى انه عاش الى خلافة معاوية وولى لزياد بعض عمله اهـ (٥) اى لأنهم كانوا يستحلون نكاح المحارم كناكح بنته او اخته او عمته او خالته، قال الخطابى اراد عمر بالتفرقة بين المحارم من المجوس منعهم من اظهار ذلك كما شرط على النصارى ان لا يظهروا صليبهم (٦) قال ابن حزم فى المحلى الزمزمة كلام تتكلم به المجوس عند أكلهم لا بد لهم منه، ولا يحل فى دينهم أكل دونه، وهو كلام تعظيم لله تعالى يتكلمون به فى أفواههم خلقة وشفاههم مطبقة لا يجوز عندهم خلاف ذلك وهذا حمق منهم وتكلف اهـ (٧) أى كما جاء فى كتاب الله عز وجل فى قوله تعالى {حرمت عليكم امهاتكم- الآية} (٨) أى وأمرهم بدفع الجزية (فألقوا وقر بغل أو بغلين) الوقر بكسر الواو، الحمل، واكثر ما يستعمل فى حمل البغل والحمار (من ورق) بكسر الراء اى فضة قيمة الجزية، يؤيد ذلك ما جاء عند الترمذى وحسنه من حديث بجالة أيضا وفيه فجاءنا كتاب عمر، انظر مجوس من قبلك فخذ منهم الجزية فان عبد الرحمن بن عوف أخبرنى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر (فأكلو من غير زمزمة) اى امتثالا لأمر عمر رضى الله عنه، قال الخطابى لم يحملهم عمر على هذه الاحكام فيما بينهم وبين أنفسهم اذا خلوا، وانما منعهم من اظهار ذلك للمسلمين، وأهل الكتاب لا يكشفون عن

<<  <  ج: ص:  >  >>