للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في الكهانة وأصل مأخذها وكلام العلماء فى ذلك]-

بغلين من ورق فأكلوا من غير زمزمة ولم يكن عمر أخذ وربما قال سفيان قبل الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر (١) وقال أبى (٢) قال سفيان حج بجاله مع مصعب سنة سبعين (باب ما جاء فى الكهانة (٣) وأصل مأخذها وكيف يصدق الكاهن فى بعض الأمور) (حدّثنا محمد بن جعفر) ثنا معمر وعبد الرزاق أنبأنا معمر أنبأنا الزهرى عن على بن حسين (عن ابن عباس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فى نفر من أصحابه قال عبد الرزاق من الأنصار فرمى بنجم عظيم فاستنار، قال ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا فى الجاهلية؟ قال كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم، قلت للزهرى أكان يرمى بها فى الجاهلية؟ قال نعم ولكن غلظت حين بعث النبى صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (٤) فانه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك اسمه اذا قضى أمرا سبح (وفى لفظ سبحه) حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء سماءا حتى ينتهى الخبر الى هذه السماء ويخطف (٥) الجن السمع فيرمون، فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم


أمورهم التي يتدينون بها ويستعملونها فيما بينهم الا أن يترافعوا الينا فى الاحكام فاذا فعلوا ذلك فان على حاكم المسلمين ان يحكم فيهم بحكم الله المنزل، وان كان ذلك فى الانكحة فرَّق بينهم وبين ذوات المحارم كما يفعل ذلك فى المسلمين (١) هذه الجملة وهى قوله (ولم يكن عمر اخذ الجزية من المجوس الى قوله من مجوس هجر) جاءت حديثا مستقلا تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب أخذ الجزية من الكفار فى الجزء الرابع عشر من كتاب الجهاد صحيفة ١٢٢ رقم ٣٤٠ (٢) القائل وقال ابى هو عبد الله بن الامام احمد (قال سفيان حج بجالة الخ) يريد أن عمرو بن دينار سمعه من بجالة حينذاك ويؤيده ما رواه البخارى عن سفيان (قال سمعت عمرا قال كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير باهل البصرة عند درج زمزم فذكر الحديث) (تخريجه) (د هق) مطولا كما هنا و (خ مذ نس فع) مختصرا، وقال البيهقى قال الشافعى حديث بجالة متصل ثابت (باب) (٣) قال القاضى عياض رحمه الله كانت الكهانة فى العرب ثلاثة أضرب، (أحدها) يكون للانسان ولى من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء، وهذا القسم بطل من حين بعث الله نبينا صلى الله عليه وسلم (الثانى) ان يخبره بما يطرء أو يكون فى أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده، ونفت المعتزلة وبعض المتكلمين هاذين الضربين وأحالوهما، ولا استحالة فى ذلك ولا بعد فى وجوده لكنهم يصدقون ويكذبون والنهى عن تصديقهم والسماع منهم عام (الثالث) المنجمون وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة مّا لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف، وهو الذى يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعى معرفتها بها، وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض فى ذلك كالزجر والطرق والنجوم وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم والله أعلم (غريبه) (٤) هذه الجملة وهى قوله (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) سقطت من الأصل وثبتت فى صحيح مسلم (٥) بفتح الطاء على المشهور وبه جاء القرآن وفى لغة قليلة كسرها ومعناه استرقه وأخذه

<<  <  ج: ص:  >  >>