للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كيف يصدق الكاهن فى بعض الأمور وما ورد فى ذلك]-

يقذفون (١) ويزيدون (وفى لفظ وينقصون) قال عبد الله (يعنى ابن الامام احمد) قال أبى قال عبد الرزاق (٢) وبخطف الجن ويرمون (عن ابن عباس) (٣) قال كان الجن يسمعون الوحى فيستمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا فيكون ما سمعوا حقا وما زادوه باطلا وكانت النجوم لا يرمى بها (٤) قبل ذلك فلما بعث النبى صلى الله عليه وسلم كان أحدهم لا يأتى مقعده الا رمى بشهاب يحرق ما أصاب (٥) فشكوا ذلك الى ابليس فقال ما هذا الا من أمر قد حدث فبث جنوده فاذا هم بالنبى صلى الله عليه وسلم يصلى بين جبلي نخلة (٦) فأتوه فأخبروه فقال هذا الحدث الذى حدث فى الارض (عن عائشة) (٧) زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت سأل اناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان (٨) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشئ (٩)


بسرعة (فيرمون) بضم الياء التحتية بصيغة المفعول أى يرمى الجن بذلك النجم وهو الشهاب (وقوله فما جاءوا به على وجهه) أى من غير تصرف فيه فهو ثابت وكائن أى فما أصابوا به موافقا للواقع فهو مسترق ومخطوف من السمع، وما لم يصيبوا فهو المزيد من طرف أوليائهم الكهان والمنجمين والله أعلم (١) جاء فى رواية أخرى عند مسلم والامام احمد (يقرفون) بالراء بدل الذال، قال النووى هذه اللفظة ضبطوها من رواية صالح على وجهين أحدها بالراء، والثانى بالذال، ووقع فى رواية الأوزاعى وابن معقل الراء باتفاق النسخ، ومعناه يخلطون فيه الكذب وهو بمعنى يقذفون اهـ (٢) يعنى فى روايته (ويخطف الجن ويرمون) بدل قوله فى رواية معمر المتقدمة (ويخطف الجن السمع فيرمون) والمعنى واحد ولكنه أتى بذلك حرصا على أمانة النقل رحمه الله (تخريجه) (م مذ نس هق) وله طريق أخرى عند الامام احمد قال حدثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعى عن الزهرى عن على بن حسين عن ابن عباس حدثنى رجال من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إذ رمى بنجم فذكر الحديث إلا أنه قال إذا قضى ربنا أمرا سبحه حملة العرش ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم فيقولون الحق وهو العلى الكبير فيقولون كذا وكذا فيخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا قال ويأتى الشياطين فيستمعون الخبر فيقذون به إلى أوليائهم ويرمون به اليهم فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون فيه ويقرفون وينقصون اهـ (٣) (سنده) حدّثنا أبو أحمد ثنا اسرائيل عن أبى اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (٤) جاء فى رواية ابن جرير وكانت النجوم لا تجرى وكانت الشياطين لا ترمى (٥) فى رواية ابن جرير جاءه شهاب فلم يخطئه حتى يحرقه (٦) جاء فى رواية ابن جرير أيضا بعد قوله (جبلى نخلة) قال وكيع يعنى بطن نخلة (تخريجه) أخرجه ابن جرير من طريق وكيع عن اسرائيل به وأورده الحافظ ابن كثير فى تفسيره بسنده ولفظه وعزاه للامام احمد ثم قال ورواه الترمذى والنسائى فى كتابى التفسير من سننهما من حديث اسرائيل، وقال الترمذى حسن صحيح * (٧) (سنده) حدّثنا بشر بن شعيب قال فحدثنى أبى قال قال محمد وأخبرنى يحيى بن عروة أنه سمع عروة يقول قالت عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٨) ممن سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان معاوية بن الحكم السلمى كما سيأتى فى حديثه فى الباب التالى (٩) أى ليس قولهم بشئ يعتمد عليه، والعرب تقول لمن عمل شيئا ولم يحكمه ما عمل شيئا، قال القرطبى كانوا فى الجاهلية يترافعون إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>