للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[النهي عن إتيان الكاهن أو العراف ووعيد من أتاه وصدقه]-

فقالوا يا رسول الله انهم يحدثون أحيانا بشئ يكون حقا (١) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق (٢) يخطفها الجنى فيقرها (٣) فى أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها مائة كذبة (٤) (باب النهى عن اتيان الكاهن أو العراف ووعيد من أتاه وصدقه) (عن أبى هريرة والحسن) (٥) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من أتى كاهنا (٦) أو عرافا فصدقه بما يقول (٧) فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (عن صفية) (٨) عن بعض ازواج النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (٩) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من أتى عرافا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يومًا (١٠)


الكهان في الوقائع والاحكام ويرجعون إلى أقوالهم، وقد انقطعت الكهانة بالبعثة المحمدية، لكن بقى فى الوجود من يتشبه بهم وثبت النهى عن إتيانهم فلا يحل إتيانهم ولا تصديقهم (١) هذا أورده السائل إشكالا على عموم قوله (ليسو بشئ) لانه فهم منه أنهم لا يصدقون أصلا فأجابه صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك الصدق وأنه إذا اتفق أن يصدق لم يتركه خالصا بل يشوبه بالكذب (٢) أى الكلمة المسموعة التى تقع حقا (٣) ضبطه النووى بفتح الياء التحتية وضم القاف وتشديد الراء مضمومة (وفى النهاية لابن الاثير) القر ترديدك الكلام فى اذن المخاطب حتى يفهمه تقول قررته فيه أقره قرا، وقر الدجاجة صوتها اذا قطعته يقال قرت تقر قرا وقريرا فان رددتة قلت قرقرت قرقرة اهـ والمعنى ان الجنى يقذف الكلمة الى وليه الكاهن ويرددها فيفهمها الكاهن ويزيد عليها كما تؤذن الدجاجة بصوتها صواحبها فتتجاوب، وأطلق على الكاهن ولي الجن لكونه يواليه، او عدل عن قوله الكاهن الى قوله وليه للتعميم فى الكاهن وغيره ممن يوالى الجن (٤) بفتح الكاف وسكون المعجمة وجاء فى بعض الروايات أكثر من مائة كذبة وهو دال على ان ذكر المائة للمبالغة لا لتعيين العدد. قال الخطابى بين صلى الله عليه وسلم ان اصابة الكاهن أحيانا انما هى لأن الجن يلقى اليه الكلمة التى يسمعها استراقا من الملائكة فيزيد عليها أكاذيب يقيسها على ما سمع فربما أصاب نادرا وخطؤه الغالب والله أعلم (تخريجه) (ق هق) وغيرهم (باب) (٥) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن عوف قال ثنا خلاس عن ابى هريرة والحسن عن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٦) الكاهن تقدم الكلام على تعريفه فى الباب السابق (وأو) فى قوله او عرافا للتنويع، قال بعض العلماء وزعم أنه هو الكاهن يرده جمعه بينهما فى الخبر، قال النووى والفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن انما يتعاطى الأخبار عن الكوائن المستقبلة ويزعم معرفة الأسرار (والعراف) يتعاطى معرفة الشئ المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك اهـ (قلت) والعراف أيضا من يدعى معرفة ذلك بمقدمات اسباب يستدل على مواقعها من كلام من يسأله (٧) أى معتقدا أنه يعلم الغيب أوله اطلاع على الأسرار الألهية (فقد كفر) أى كفرا حقيقيا (بما أنزل على محمد) يعنى القرآن والسنة (تخريجه) (ك هق) وقال الحاكم على شرطهما اهـ قال المناوى وقال الحافظ العراقى فى أماليه حديث صحيح، قال الذهبى اسناده قوى (٨) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثنى نافع عن صفية الخ (قلت) صفية هى بنت أبى عبيد بن مسعود الثقفية زوج ابن عمر قاله الحافظ فى التقريب (٩) قال الحافظ ومن الرواة من سماها حفصة يعنى بنت عمر زوج النبى صلى الله عليه وسلم (١٠) جاء الوعيد فى حديث أبى هريرة السابق بالتكفير (وفى هذا بعدم قبول الصلاة) فالأول محمول على من صدقه معتقدا أنه يعلم الغيب الخ ما تقدم فى شرحه، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>