للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في حلوان الكاهن وأخبار عن الكهان]-

(عن معاوية بن الحكم السلمى) (١) انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت اشياء كنا نفعلها فى الجاهلية، كنا نتطير (٢) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك شئ تجده فى نفسك فلا يصدنك (٣) قال يا رسول الله كنا نأتى الكهان، قال فلا تأت الكهان (باب ما جاء فى حلوان الكاهن وأخبار عن الكهان) (عن أبى مسعود) (٤) عقبة بن عامر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغى وحلوان الكاهن (عن أبى سعيد الخدرى) (٥) أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر فنزلوا رفقاء، رفقة مع فلان ورفقة مع فلان فنزلت فى رفقة أبى بكر فكان معنا أعرابى من أهل البادية فنزلنا بأهل بيت من الأعراب وفيهم امرأة حامل، فقال لها الأعرابى أيسرك أن تلدى غلاما إن أعطيتنى شاة، فولدت غلاما فأعطته شاة وسجع (٦) لها أساجيع قال فذبح الشاة فلما جلس القوم يأكلون قال رجل أتدرون ما هذه الشاة؟ فاخبرهم قال فرأيت


يحمل على من صدقة فيما هو فى مقدور البشر فى الشئ الماضى كمعرفته الامور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذى سرقه ومعرفة مكان الضالة ونحو ذلك ولا يصدقه فيما ليس فى مقدور البشر كعلم الغيب والامور المستقبلة التى لا يعلمها الا الله عز وجل ويؤيد ذلك ما جاء عن أنس عند الطبرانى فى الأوسط مرفوعا بلفظ (من أتى كاهنا وصدقه بما يقول فقد برئ بما أنزل على محمد ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة اربعين ليلة) قال النووى رحمه الله اما عدم قبول صلاته فمعناه أنه لا ثواب له فيها وان كانت مجزئة فى سقوط الفرض ولا يحتاج معها الى اعادة قال ولا بد من هذا التأويل فى هذا الحديث فإن العلماء متفقون على انه لا يلزم من اتى العراف الى إعادة صلوات اربعين ليلة فوجب تأويله اهـ (قلت) وانما عوقب بذلك لأنه خالف الشارع فى النهى عن اتيان العراف والكاهن ونحوهما وربما جره ذلك الى التصديق فيكفر فاستحق العقوبة لذلك والله أعلم (تخريجه) (م هق) (١) (سنده) حدّثنا حجاج ثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن معاوية بن الحكم الخ (غريبه) (٢) أى نتشاءم بالشئ وأصله فيما يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطيور والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير فى جلب نفع أو دفع ضر (٣) قال النووى معناه ان كراهة ذلك تقع فى نفوسكم فى العادة ولكن لا تلتفتوا اليه ولا ترجعوا عما كنتم عزمتم عليه قبل هذا، وقد صح عن عروة بن عامر الصحابى قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل، ولا يرد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتى بالحسنات الا أنت ولا يدفع السيئات الا أنت ولا حول ولا قوة الا بك رواه أبو داود باسناد صحيح اهـ (تخريجه) (م ط هق وغيرهما) (تنبيه) اقرأ باب ما جاء فى الطيرة واتيان الكاهن فى كتابى بدائع المنن متنا وشرحا صحيفة ٤٤٥ و ٤٤٦ فى الجزء الثانى ففيه كلام نفيس (باب) (٤) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب النهى عن ثمن الكلب الخ من كتاب البيوع والكسب فى الجزء الخامس عشر صحيفة ٣١ رقم ٩٢ وأخرجه الشيخان والاربعة. غيرهم وانما ذكرته هنا لما فيه من النهى عن حلوان الكاهن (٥) (سنده) حدّثنا يحيى بن آدم ثنا زهير عن الاسود ابن قيس عن ربيح عن ابى سعيد الخدرى الخ (غريبه) (٦) سجع بفتحات من باب نفع يقال سجعت الحمامة سجعا هدرت وصوتت والسجع فى الكلام مشيه بذلك لتقارب فواصله وسجع الرجل كلامه كما

<<  <  ج: ص:  >  >>