للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء فى العيافة والطرق يعنى الخط فى الأرض والطيرة]-

أبا بكر متبرئا مستنبلا متقيئا (١) (عن ابن عباس) (٢) أن قريشا أتوا كاهنة فقالوا لها اخبرينا بأقربنا شبها بصاحب هذا المقام (٣)، فقالت ان انتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم عليها أنبأتكم فجرّ، ثم مشى الناس عليها فأبصرت أثر محمد صلى الله عليه وسلم فقالت هذا أقربكم شبها به، فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة او قريبا من عشرين سنة او ما شاء الله ثم بعث صلى الله عليه وسلم (عن ابى بردة الظفرى) (٤) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من الكاهنين رجل يدرس (٥) القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده (باب ما جاء فى العيافة والطرق يعنى الخط فى الأرض والطيرة) * (عن أبى هريرة) (٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نبى من الأنبياء (٧) يخط فمن وافق علمه (٨) فهو علمه


يقال نظمه اذا جعل لكلامه فواصل كقوافى الشعر ولم يكن موزونا (١) أى متبرئا من تبعة هذا الطعام (مستنبلا) أى متنبها ومهتما بعدم ابقائه فى بطنه بتكلف القيء لأنه يرى ان هذا الطعام لا يحل أكله وقد أكله غير عالم باعله فلما علم ذلك تقيأه لئلا يبقى فى بطنه شئ من الحرام، وهذا من شدة ورعه رضى الله عنه (تخريجه) (ش) وسنده جيد ورجاله ثقات (٢) (سنده) حدّثنا عبد الرزاق أنا اسرائيل والأسود قال ثنا اسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٣) يعنى النبوة والظاهر أنهم أتوا هذه الكاهنة ومعهم النبى صلى الله عليه وسلم لما شاع الخبر فى ذاك الوقت من أهل الكتاب والكهنة بظهور نبي من قريش فى زمنهم فأرادوا أن يعرفوا من هو، وكان اتيان الكهان شائعا فى العرب قبل النبوة لا سيما فى الامور المهمة عندهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام احمد ورجاله من رجال الصحيحين (٤) (سنده) حدّثنا هارون ثنا عبد الله بن وهب اخبرنى أبو صخر عن عبد الله بن معقب بن أبى بردة الظفرى عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (الظفرى) بفتح الظاء المشددة والفاء (غريبه) (٥) بضم الراء من باب نصر اى يقرؤه ويتعهده لئلا ينساه واصل الدراسة الرياضة والتعهد للشئ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم بز طب) من رواية عد الله بن معقب عن أبيه عن جده ولم أعرف عبد الله ولا أباه إلا أن ابن أبى حاتم ذكر عبد الله والبخارى ذكر اباه ولم يخرجهما أحد اهـ (قلت) وفى أحاديث الباب دلالة على تحريم حلوان الكاهن، قال الحافظ وهو حرام بالاجماع لما فيه من أخذ العوض على أمر باطل وفى معناه التنجيم والضرب بالحصى وغير ذلك مما يتعاناه العرافون من استطلاع الغيب والله أعلم (باب) (٦) (سنده) حدّثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الله بن أبى لبيد عن أبى سلمة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٧) قيل هو ادريس وقيل دانيال والله أعلم، وحكى مكى فى تفسيره أن هذا النبى كان يخط بأصبعه السبابة والوسطى فى الرمل (قال ابن عباس) الخط هو الذى يخطه الحازى (أى الحزاء وهو الذى ينظر فى المغيبات بظنه، قال وهو علم قد تركه الناس، يأتى صاحب الحاجة إلى الحازى فيعطيه حلوانا فيقول له اقعد حتى أخط لك وبين يدى الحازى غلام له، معه ميل ثم يأتى إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين وغلامه يقول للتفاؤل ابنى عيان أسرع البيان، فان بقى خطان فهما علامة النجح، وان بقى خط واحد فهو علامة الخيبة، وقال الحربى الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا وهو ضرب من الكهانة: قال صاحب النهاية الخط المشار إليه علم معروف وللناس فيه تصانيف كثيرة، وهو معمول به إلى الآن ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيرا ما يصيبون فيه اهـ (٨) بفتح الميم على المفعولية (فهو علمه) بالضم أى علم مثل علمه كما

<<  <  ج: ص:  >  >>