للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[كلام العلماء فى معنى العيافة والخط والطيرة]-

(حدّثنا محمد بن جعفر) ثنا عوف عن حيان حدثنى قطن ابن قبيصة عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العيافة (١) والطرق والطيرة من الجبت (٢) قال عوف العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط فى الأرض، والجبت قال الحسن إنه الشيطان (باب ما جاء فى التنجيم) * (عن ابن عباس) (٣) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ما اقتبس (٤) رجل علما من النجوم إلا اقتبس شعبة من السحر


كما صرح بذلك فى بعض الروايات (وفى رواية) لمسلم (فمن وافق خطه فذاك) أى فذاك هو المصيب والله أعلم (قال الخطابى) هذا يحتمل الزجر عنه إذا كان علما لنبوته وقد انقطعت فنهينا عن التعاطى لذلك اهـ وقال القاضى عياض الأظهر من اللفظ خلاف هذا وتصويب خط من وافق خطه لكن: من أين نعلم الموافقة والشرع منع من ادعاء علم الغيب جملة، وإنما معناه من وافق فذاك الذى تجدون إصابته لا أنه يريد إباحة ذلك لفاعله على ما تأوله بعضهم اهـ ولو قيل إن قوله (فهو علمه) يدل على الجواز لكان جوازه مشروطا بالموافقة ولا طريق اليها متصلة بذلك النبى فلا يجوز التعاطى والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد من حديث أبى هريرة ورجاله من رجال الصحيحين وله شاهد من حديث معاوية بن الحكم رواه الامام احمد ومسلم وتقدم فى باب النهى عن الكلام فى الصلاة فى الجزء الرابع صحيفة ٧٣ من كتاب الصلاة وفيه (قلت إن منا قوم يخطون) قال (يعنى النبى صلى الله عليه وسلم) كان نبى يخط فمن وافق خطه فذلك، ولفظ مسلم فذاك (أى فذاك هو المصيب والله أعلم (حدّثنا محمد بن جعفر الخ) (١) العيافة زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها وهو من عادة العرب كثيرا، وهو كثير فى أشعارهم (والطرق) الضرب بالحصى، وهو جنس من التكهن ومنه قول لبيد * لعمرك ما تدرى الطوارق بالحصى * ولا زاجرات الطير ما الله صانع * وقيل هو الخط بالرمل ويؤيده تفسير الراوى له بذلك، وهو داخل فى معنى الطرق لأنه يطرق الرمل بأصابعه (والطيرة) بكسر الطاء المهملة مشددة فياء تحتية مفتوحة التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها وجهة سيرها عند تنفيرها كما يتفاءل بالعقاب على العقوبة وبالغراب على الغربة وبالهدهد على الهدى، وكما ينظر ان طار على جهة اليمين فيمن واليسار تشاؤم (٢) الجبت كل ما يعبد من دون الله، وقيل الكاهن والشيطان (ومن) ابتدائية أى ناشئة منه أو تبعيضية أى من جملة السحر والكهانة أو الشرك وقد فسر فى الحديث على كل واحد منها ولا بد من اضمار فى الاولين مثل انه مما يماثل عبادة الجبت أو من قبيلها أو من أعمال الجبت أى السحر والله أعلم (تخريجه) (د نس هق حب) وصححه الحافظ السيوطى، وقال النووى بعد عزوه لابى داود اسناده حسن اهـ وقد جاء فى الطيرة والعدوى والفأل أحاديث كثيرة ترجمت لها بكتاب الطيرة والعدوى والفأل الخ وسيأتى بعد كتاب الطب ان شاء الله تعالى وجعلت هذا الحديث هنا لدخوله فى معنى الكهانة والسحر والله الموفق ومنه نستمد المعونة جل شأنه (باب) (٣) حدّثنا يحيى عن عبد الله بن الأخنس قال حدثنا الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس الخ (غريبه) (٤) أى ما تعلم من قبست من العلم واقتبست من الشئ إذا تعلمته والقبس شعلة من النار واقتباسها الأخذ منها (وقوله إلا اقتبس شعبة من السحر) أى قطعة فكما أن تعلم السحر والعمل به حرام فكذا تعلم علم النجوم والكلام فيه حرام قال ابن رسلان فى شرح السنن والمنهى عنه ما يدعيه أهل التنجيم من علم

<<  <  ج: ص:  >  >>