للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[النهي عن الاختصاء وتحريمه لأنه يقطع النسل ويمنع النكاح]-

كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا نساء (١) فقلنا يا رسول الله ألا نستخصى (٢)؟ فنهانا عنه ثم رخص لنا بعد فى أن نتزوج المرأة بالثوب (٣) إلى أجل ثم قرأ ابن مسعود {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم (٤) ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (عن عبد الله بن عمرو) (٥) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ائذن لى أن أختصى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصاء أمتى الصيام والقيام (عن جابر بن عبد الله) (٦) قال جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذن لى فى الخصاء؟ فقال صم وسل الله من فضله (٧) (عن سعد بن أبى وقاص) (٨) قال أراد عثمان بن مظعون أن يتبتل (٩) فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أجاز ذلك لاختصينا (١٠)


قال كنا نغزو الخ (غريبه) (١) جاء فى رواية للبخارى وليس معنا شئ يعنى نتزوج به (٢) أى الا نستدعى من يفعل بنا الخصاء أو نعالج ذلك بانفسنا، والخصاء هو شق الانثيين وانتزاع البيضتين، وانما طلبوا ذلك لتزول عنهم شهوة الجماع، وقد طلبه غير واحد من الصحابة وكان ذلك قبل النهى عنه (وقوله فنهانا عنه) أى لانه حرام لما فيه من الضرر وقطع النسل (٣) اى بالثوب وغيره مما تتراضى به المرأة الى أجل وهو نكاح المتعة كان رخصة ثم نسخ (٤) اى مما طاب ولذ من الحلال، ومعنى (لا تحرموا) لا تمنعوا أنفسكم كمنع التحريم ولا تقولوا حرمناها على أنفسنا مبالغة منكم فى العزم على تركها، وعن ابن مسعود ان رجلا قال له انى حرمت الفراش فتلا هذه الآية وقال نم على فراشك وكفر عن يمينك (ولا تعتدوا) اى لا تتعدوا حدود ما أحل لكم الى ماحرم عليكم، وظاهر استشهاد ابن مسعود بهذه الآية هنا يشعر بانه كان يرى جواز المتعة، قال القرطبى لعله لم يكن حينئذ بلغه الناسخ ثم بلغه فرجع بعد اهـ (تخريجه) (ق فع وغيرهما) (٥) (سنده) حدّثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثنى حى بن عبد الله عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو الخ (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) ورجاله ثقات وفى بعضهم كلام (٦) (سنده) حدّثنا ابراهيم يعنى ابن خالد حدثنا رباح عن معمر عن يحيى بن أبى كثير قال حدثنى رجل عن جابر الخ (غريبه) (٧) الظاهر أن هذا الشاب انما طلب الخصاء لقله ذات يده وعدم وجود مؤن النكاح ولذلك أمره النبى صلى الله عليه وسلم بالصوم لأنه يضعف الشهوة وأمره ان يسأل الله من فضله تيسير ما يؤهله، وكذا يقال فى الرجل المذكور فى الحديث السابق والله أعلم (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وفى اسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (٨) (سنده) حدّثنا حجاج أنبأنا ليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب اخبرنى سعيد بن المسيب انه سمع سعد بن ابى وقاص قال أراد عثمان بن مظعون الخ (غريبه) (٩) قال العلماء التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح اشتغالا بعبادة الله تعالى: وقال الطبرى التبتل هو ترك لذات الدنيا وشهواتها والانقطاع الى الله تعالى بالتفرغ لعبادته اهـ قال النووى هذا النهى عند أصحابنا محمول على من تاقت نفسه الى النكاح ووجد مؤنه وعلى من أضر به التبتل بالعبادات الكثيرة الشاقة، أما الإعراض عن الشهوات واللذات من غير إضرار بنفسه ولا تفويت حق لزوجة ولا غيرها ففضيلة لا يمنع منها بل مأمور بها (١٠) قال الطيبى كان الظاهر أن يقول لتبتلنا لكنه عدل عن هذا الظاهر إلى قوله لاختصينا لا يمنع منها بل مأمور بها (١٠) قال الطيبى كان الظاهر أن يقول لتبتلنا لكنه عدل عن هذا الظاهر إلى قوله لاختصينا لارادة المبالغة أى لمبالغتنا حتى يفضى بنا الأمر إلى الاختصاء ولم يرد حقيقة الاختصاء لأنه حرام، وقيل بل هو على ظاهره وكان ذلك قبل النهى عن الاختصاء (تخريجه) (ق

<<  <  ج: ص:  >  >>