للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[عدم التغالي في الصداق والاقتصاد فيه]-

(عن أبي العجفاء) (١) السلمى قال سمعت عمر يقول ألا لا تغلوا صدق (٢) النساء فإنها لوكانت مركمة في الدنيا أو توى في الآخرة (٣) لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم (٤)، ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية (٥)، وأخرى تقولونها في مغازيكم (٦) قتل فلان شهيداً مات فلان شهيداً، ولعله أن يكون قد أوقر (٧) عجزته دابته أودف راحلته ذهبًا وفضة يبتغي التجارة فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة (عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة) (٨) عن أبيه أن رجلاً من بني فرازة تزوج امرأة على نعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه (عن عائشة رضي الله عنها) (٩) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يمكن المرأة وتيسير


رواه (حم طب طس) ورجال أحمد رجال الصحيح اهـ (قلت) ورواه أيضًا البيهقي (١) (وسنده) حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر الخ (غريبة) (٢) بضمتين جمع صداق قال القاضي عياض المغالاة التكثير أي لا تكثروا مهورهن (فإنها) أي المغالاة (لو كانت تكرمه) بفتح الميم وضم الراء، واحدة المكارم، أي مما يحمد في الدنيا (٣) أي أو مكرمة في الآخرة لقوله تعالى (أن أكرمكم عند الله أتقاكم) (٤) أي بمغالاة المهور (٥) هي أربعمائة وثمانون درهماً، وأما ما روى أن صداق أم حبيبة كان أربعة آلاف درهم فأنه مستثنى من قول عمر رضي الله عنه، لأنه أصدقها النجاشي في الحبشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم من غير تعيين من النبي صلى الله عليه وسلم، وما روته عائشة من ثنتي عشرة ونشا فأنه لم يتجاوز عدد الأواقي التي ذكرها عمر ولعله أراد عدد الأوقية ولم يلتفت إلى الكسور ولعله لم يبلغه صداق أم حبيبة ولا الزيادة التي روتها عائشة والله أعلم (٦) أي وخصلة أخرى تقولونها في مغازيكم أنهاكم عنها (٧) مأخوذ من الوقر بكسر الواو وسكون القاف وهو الحمل بكسر الحاء المهملة وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار (وعجز) مفعول لأوقر، وعجز كل شيء مؤخره (ودابته) مضاف إليه (وأو) للشك من الراوي (ودف) بفتح المهملة مفعولة لأوقر أيضاً (وراحلته) مضاف إليه، قال في النهاية دف الرجل جانب كور البعير وهو سرجه اهـ، والمعنى أنه حمل دابته وقراً من ذهب وفضة يبتغي التجارة لا الجهاد، ومن كان هذا شأنه فليس بشهيد والله أعلم (تخريحه) (د مذ جه هق) مختصراً على ما يختص بالصداق، ورواه النسائي بلفظ حديث الباب، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وذكره الحافظ في الفتح وقال صححه ابن حبان والحاكم (قلت) والحديث له طرق أخرى ستأتي في باب خطب عمر رضي الله عنه من أبواب خلافته أن شاء الله تعالى (٨) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة الخ، وله طريق أخرى عند الإمام أحمد قال حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال سمعت شعبة عن عاصم بن عبيد الله قال سمعت عبد الله بن عامر يحدث عن أبيه أن رجلاً تزوج امرأة على نعلين قال فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ذاك له، فقال أرضيت من نفسك وما لك بنعلين؟ فقالت رأيت ذاك، فقالت وأنا أرى ذاك (تخريجه) (مذ جه هق) وقال الترمذي حديث عامر بن ربيعة حديث حسن صحيح (قلت) في إسناده عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى مدني ضعيف قال البيهقي تلكموا فيه ومع ضعفه روى عنه الأئمة اهـ وقال الحافظ في بلوغ المرام بعد أن حكى تصحيح الترمذي له أنه خولف في ذلك (٩) تقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه في باب صفة المرأة التي

<<  <  ج: ص:  >  >>