للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تحريم النكاح بالرضاع كما يحرم بالنسب]-

فنرى (١) خالة أمها بتلك المنزلة (٢) وان كان من الرضاع يكون من ذلك بتلك المنزلة (٣) (عن زينب بنت أبي سلمة) (٤) عن ام سلمة قالت جاءت ام حبيبة (٥) فقالت يا رسول الله هل لك في أختي؟ (٦) قال فأصنع بها ماذا؟ قالت تزوجها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحبين ذلك؟ (٧) فقالت نعم لست لك بمخلية (٨) وأحق من شر كنى في خير أختي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لا تحل لي (٩) قالت


(غريبه) (١) بضم النون أي نظن وبفتحها أي نعتقد والقائل ذلك هو ابن شهاب الزهري (٢) أي من التحريم وكذا خالة أبيها، وهو صحيح لأن كلا منهما يطلق عليه اسم عمة وخالة لأن العمة هي كل امرأة تكون أختا لرجل له عليك ولادة فأخت الجد للأب عمة وأخت الجد للأم خالة قاله القاضي عياض (٣) بتلك المنزلة من التحريم أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الآتي في الباب الأول من أبواب تحريم النكاح بالرضاع بلفظ (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) وسيأتي الكلام عليه هناك (تخريجه) (ق والأربعة والإمامان وغيرهم) (٤) (سنده) حدثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة الخ، وجاء عقب هذه الرواية في مسند الإمام احمد ثلاث طرق أخرى (الأولى) قال حدثنا يونس بن محمد قال ثنا ليث يعنى ابن سعد عن هشام بن عروة عن ابيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة أنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هل في أختي فذكر الحديث (الثانية) قال حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت قلت لرسول الله ألا تزوج أختي فذكر الحديث (الثالثة) قال حدثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة ابنة أبي سفيان أخبرتها أنها قالت يا رسول الله أنكح أختي فذكر الحديث: قال أبي ووافقه ابن أخي الزهري، وقال عقيل إن أم حبيبة قالت اهـ وهذه الطرق الثلاثة متفقة على أن هذا الحديث من رواية زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة بخلاف حديث الباب فانه من رواية زينب عن أمها أم سلمة عن أم حبيبة، وفى كل مرة من هذه الطرق الثلاث يقول فذكر الحديث يشير الى حديث الباب المتقدم ذكره في المسند، ولا مانع من أن زينب روت هذا الحديث مرة عن أمها أم سلمة عن أم حبيبة ثم روته مرة أخرى عن أم حبيبة بغير واسطة أم سلمة والله أعلم، هذا وزينب هذه هي ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأبوها أبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد وأمه برة بنت عبد المطلب هاجر الهجرتين وشهد بدرًا رضي الله عنه (غريبه) (٥) هي بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسمها رملة بلا خلاف (٦) معناه ألا تزوج أختي كما صرح بذلك في بعض الروايات، وفي رواية لمسلم والنسائي أنكح أختي عزة بنت أبي سفيان (٧) جاء عند الشيخين أو تحبين ذلك؟ بهمزة قبل الواو المفتوحة وهو استفهام تعجب مع ما طبع عليه النساء من الغيرة (٨) بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وكسر اللام اسم فاعل من الإخلاء متعديا ولازما من أخليت بمعنى خلوت من الضرة، والمعنى لست بمنفردة عنك ولا خالية من ضرة، وقال ابن الأثير معناه لم أجدك خاليا من الزوجات وليس هو من قولهم امرأة مخلية أي خالية من الأزواج (وقولها وأحق من شر كنى) جاء عند الإمام أحمد بالقاف، ومثله عند ابن ماجه، وجاء عند الشيخين (وأحب) بالباء الموحدة (من شر كنى) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء أي أحق أو أحب من شاركني فيك وفى صحبتك والانتفاع منك بخيرات الدنيا والآخرة أختي (٩) أي لأنه جمع بين الأختين وقد حرم القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>