للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[رضاعة الكبير وعدد الرضعات المحرمة وكلام العلماء في ذلك]-

تحرمي عليه) (١) فكان بمنزلة ولدها من الرضاع (زاد في رواية) فأرضعته خمس رضعات فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة فبذلك كانت عائشة تأمر أخواتها (٢) وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وان كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد (٣) وقلن لعائشة والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم من دون الناس (وعنه أيضا) (٤) عن عائشة رضى الله عنها قالت أتت سهلة بنت سهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله ان سالما كان منا حيث قد علمت أنا كنا نعده ولدا فكان يدخل علىّ كيف شاء ولا نحتشم منه، فلما أنزل فيه وفى اشباهه ما أنزل (٥) أنكرت وجه ابى حذيفة اذا رآه يدخل علىّ (٦) قال فأرضعيه عشر رضعات (٧) ثم ليدخل علي كيف شاء فإنما هو ابنك، فكانت عائشة تراه عاما للمسلمين، وكان من سواها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يرى انها كانت خاصة لسالم مولى ابي حذيفة الذي ذكرت سهلة من شأنه رخصة له (عن سهلة امرأة أبي حذيفة) (٨) أنها قالت قلت يا رسول الله إن سالما مولى أبي حذيفة يدخل على وهو ذو لحية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه فقالت


ما أنزل انكرت وجه ابي حذيفة إذا رآه يدخل على (١) جاء في رواية لمسلم (أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس ابي حذيفة فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة) قال أبو عمر صفة رضاع الكبير ان يحلب له اللبن ويسقاه فأما أن تلقمه المرأة ثديها فلا ينبغي عند أحد من العلماء (قال النووي) وهو حسن، ويحتمل انه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبير، وأيده بعضهم بأن ظاهر الحديث أنه رضع من ثديها لأنه تبسم وقال قد علمت أنه رجل كبير ولم يأمرها بالحلب وهو موضع بيان، ومطلق الرضاع يقتضى مص الثدي فكأنه أباح لها ذلك لما تقرر في نفسها انه ابنها وهى امه فهو خاص بها لهذا المعنى، وكأنهم رحمهم الله لم يقفوا في ذلك على شيء، وقد روى ابن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد الله بن اخي الزهري عن ابيه قال كانت سهلة تحلب اللبن في مسعط او إناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام، فكان بعد ذلك يدخل وهى حاسر رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسهلة (٢) رواية الامامين فكانت تأمر أختها ام كلثوم ابنة ابي بكر وبنات اخيها ان يرضعن من أحبت الخ (٣) هو ما يمهد للصبي لينام فيه وهو كناية عن الرضاع في مدة الحولين (تخريجه) (ق د نس، والامامان) (٤) (سنده) حدّثنا يعقوب قال حدثني ابي عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (٥) تعني قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم الآية) (٦) أي لأنه صار اجنبيا بنص القرآن (٧) جاء عند الإمامين فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارضعيه خمس رضعات) بدل عشر رضعات، قال ابن عبد البر وفي رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن شهاب بإسناده عشر رضعات والصواب رواية مالك وتابعه يونس خمس رضعات اهـ (قلت) ويؤيده ما تقدم في الحديث السابق من قوله صلى الله عليه وسلم (ارضعيه خمس رضعات) انظر حديث عائشة في بدائع المنن رقم (١٥٧٤) صحيفة ٣٣٣ في الجزء الثاني واقرأ شرحه (تخريجه) (ق د هق عب، والامامان) (٨) (سنده) حدّثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>