للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن أسماء بنت يزيد) (١) (قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين (الله لا إله إلا هو الحي القيوم، والم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ان فيها اسم الله الأعظم (باب قوله عز وجل هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات الخ) (عن عائشة رضي الله عنها) (٢) ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات (٣) هن أم الكتاب (٤) وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ (٥) فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) (٦) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فألئك


الذي أثبته هنا وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد بهذا السند قال وقد رواه بن مردوية من حديث الأشجعي عن الثوري عن منصور عن ربعي عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش اهـ (١) (عن أسماء الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في فضل آية الكرسي صحيفة ٩٢ رقم ١٩٦ (باب) (٢) (سنده) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا يزيد بن ابراهيم عن ابن ابي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة الخ (غريبه) (٣) قال الحافظ قيل المحكم في القرآن ما وضع معناه والمتشابه نقيضه وسمى المحكم بذلك لوضوح مفردات كلامه واتقان تركيبه بخلاف المتشابه وقيل المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل والمتشابه استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور وقيل في تفسير المحكم والمتشابه أقوال أخرى غير هذه نحو العشرة ليس هذا موضع بسطها وما ذكرته أشهرها وأقربها إلى الصواب وذكر الاسناد أبو منصور البغدادي أن الأخير هو الصحيح عندنا وابن السمعاني أنه أحسن الأقوال والمختار على طريقة أهل السنة وعلى القول الأول جرى المتأخرون اهـ (٤) أي عن أصل الكتاب الذي يعول عليه في الأحكام ويعمل به في الحلال والحرام (فإن قيل) كيف قال عن أم الكتاب ولم يقل هن أمهات الكتاب (فالجواب) أن الآيات في اجتماعها وتكاملها كالآية الواحدة وكلام الله كله شيء واحد وقيل إن كل آية منهن أم الكتاب كما قال (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) يعني ان كل واحد منهما آية (فإن قيل) قد جعل الله الكتاب هنا محكما ومتشابها وجعله في موضع آخر كله محكما فقال في أول هود (الر كتاب أحكمت آياته) وجعله في موضع آخر كله متشابها فقال تعالى في الزمر (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) فكيف الجمع بين هذه الآيات (فالجواب) يقال حيث جعله كله محكما أراد أنه كله حق وصدق ليس فيه عبث ولا هزل وحيث جعله كله متشابها أراد أن بعضه يشبه بعضا في الحسن والحق والصدق (٥) أي ميل عن الحق وقيل الزيغ الشك (فيبتغون ما تشابه منه) أي انما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لا يصرفونه أما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال تعالى (ابتغاء الفتنة) أي الاحتلال لاتباعهم لأنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم (٦) بقية الآية (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألوا الألباب) وقد اختلف القراء في الوقف هاهنا فقيل الوقف على الجلالة من قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله) وهو قول ابن عباس ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وغيرهم واختاره ابن جرير ومنهم من يقف على قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>