للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي سمى الله (١) أو فهم فاحذروهم (عن أبي غالب) (٢) قال سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) قال هم الخوارج (٣) وفي قوله


(والراسخون في العلم) وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول وقالوا الخطاب مما لا يفهم بعيد (ومن العلماء من فصل في هذا المقام) فقال التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان (أحدهما) التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه ومنه قوله تعالى (وقال يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل) فأن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمها على الجلية إلا الله عز وجل ويكون قوله والراسخون في العلم مبتدأ ويقولون آمنا به خبره واما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان والتعبير عن الشيء كقوله (نبئنا بتأويله) أي بتفسيره فإن أريد به هذا المعنى فالوقف على الراسخون في العلم لأنهم يعملون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار وعلى هذا فيكون في قوله (يقولون آمنا به) حال منهم وساغ هذا وأن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه كقوله تعالى (وجاء ربك والملك صفا صفا) أي وجاء الملائكة صفوفا صفوفا وقوله أخبارا عنهم أنهم يقولون آمنا به أي المتشابه (وقوله كل من عند ربنا) أي الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق وكل واحد منهما بصدق الآخرون ويشهد له لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد (١) أي سماهم الله بقوله (فأما الذين في قلوبهم زيغ الخ) وقولهم (أوفهم) أو للشك من الراوي شك هل قال فأولئك الذين سمى الله أوفهم الذين سمى الله (فاحذروهم) أي لا تجالسوهم ولا تكالموهم أيها المؤمنون والمقصود التحذير من الاصغاء إلى الذين يتبعون المتشابه من القرآن وأول ما ظهر ذلك من اليهود كما ذكره ابن اسحاق في تأويلهم الحروف المقطعة وان عددها بالجمل مقدار مدة هذه الأمة ثم أول ما ظهر في الاسلام من الخوارج حتى جاء عن ابن عباس انه فسر بهم الآية وقصة عمر في انكاره على ضبيع لما بلغه انه يتبع المتشابه فضربه على رأسه حتى أدماه أخرجها الدارمي وغيره (تخريجه) (ق د جه وغيرهم) (٢) (سنده) حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن أبي غالب الخ (غريبه) (٣) الخوارج قوم خرجوا على الدين وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فكأنهم رأوا بعقولهم الفاسدة انه صلى الله عليه وسلم لم يعدل فقد روى مسلم وغيره من حديث جابر بن عبد الله قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها يعطي الناس فقال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل اذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت ان لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ان هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية زاد في رواية من وجه آخر لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وله في أخرى من حديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة قال الحافظ ابن كثير في تفسيره كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة ثم انبعثت القدرية ثم المعتزلة ثم الجهمية وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا ومن هم يا رسول الله؟ قال من كان علي ما أنا عليه وأصحابي) أخرجه الحاكم

<<  <  ج: ص:  >  >>